2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، طرح تقريره السنوي على طاولة مجلس الأمن الدولي، قصد مناقشته.
وكشفت مسودة، صادرة عن الأمين الأممي، بعض ملامح التقرير، في حين سيخصص مجلس الأمن، ما لا يقل عن أربع جلسات لمناقشة مضامين التقرير.
للوقوف على أبرز ما جاء في التقرير وأيضاً ما يمكن أن تسفر عنه جلسات مجلس الأمن حول القضية، أجرت جريدة “آشكاين” الحوار التالي مع الدكتور محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان، هذا نصه:
ما هي أبرز مضامين التقرير دكتور؟
– التقرير لم يخرج عما هو معروف الآن، رغم أن الأطراف الاخرى استعملت الكثير من الحيل من أجل التأثير على مضمون تقرير غوتيريش خاصة وأنه تم استعمال وسائل التواصل الاجتماعي و ما يسمى بالذباب الالكتروني بشكل كبير من قبل تلك الأطراف الأخرى كاستراتيجية لتوجيه الرأي العام، واتضح أن العملية لم تسفر عن النتائج المرجوة، ولاحظنا على مستوى الآلة العسكرية والعمليات العسكرية التي تقوم بها البوليساريو في المناطق العازلة، وكانت تحاول أن تظهر أن هناك حرب شاملة وأن هناك ضحايا وأن هناك اعتقالات الى غير ذلك، لكن ذلك لم يعطي النتيجة التي كانت تنتظرها البوليساريو والجزائر، بحيث إن التقرير أشار إلى وجود بعض العمليات المحدودة وليس بالدرجة التي يتم تسويقه في وسائل التواصل الاجتماعي.
أما الأمر الآخر، فإن التقرير تدخل فيه اعتبارات عديدة جدا، وليس تقريرا عاديا. الجولات التي قام بها دي ميستورا في المنطقة، تأتي في ذات السياق، ونلاحظ هنا أن بعض الامور بدأت تتضح بالنسبة للمبعوث الأممي، وخاصة أن المغرب منفتح على المبادرات الأممية وخاصة بالنسبة للموائد المستديرة. فالمغرب منفتح في حين أن الاطراف الأخرى هي متشبثة بالطروحات القديمة المتعلقة بأن الجزائر ليست معنية وأن الأمر يتعلق بتصفية الاستعمار وهذه المرة يشير المبعوث الأممي في التقرير إلى وجود أطراف اخرى مواقفها لا تساعد في الحقيقة أو ليست لها الرغبة في حل المشكل.
ما تأثير التقرير على مناقشة القضية داخل مجلس الامن؟
بالنسبة لتأثير ذلك على مناقشة التقرير داخل أروقة مجلس الأمن، لا أظن أنه ستكون هناك تغييرات كبيرة أو تحولات لأن النقط التي تبقى مدرجة وينتظرها الجميع هي تمديد لبعثة المينورسو، وهي النقطة التي تبقى مهمة، والنقطة الأخرى التي تدعو جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار عبر الموائد المستديرة بحثا عن حل سياسي دائم ومتوافق عليه. إذن هذا هو المنتظر ومن المستبعد أن يكون هناك تغيير فيها، لأنه على المستوى الجهات المؤثرة لحد الآن مواقفها واضحة من هذا الاشكال طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقوم باعداد التقارير التي تعرض على مجلس الأمن، ونحن نعلم أن موقف أمريكا لا يزال ثابتا، أما الدول الأخرى التي تملك حق الفيتو فمواقفها كذلك ليس فيها تغيير، الكل ينتظر موقف فرنسا بحكم العلاقات التي تجمع المغرب وفرنسا في هذه المرحلة، وكما يعلم الجميع فهي تمر بمرحلة فراغ نوعي، لا اعتقد أن فرنسا يمكن أن ترتكب حماقات يمكن أن تفضي إلى تغيير موقفها.
التقرير أشار إلى تأثير التوتر بين الجزائر والمغرب على حلحلة الملف بما تفسرون ذلك؟
بطبيعة الحال هذا معطى قائم لأن الكل يعلم أن المنطقة هشة وأصبحت مستهدفة بشكل كبير، وهذا ليس بالأمر الجديد، الكل يعلم أن الدولتين المؤثريتين في المنطقة هي المغرب والجزائر وبالتالي توتر العلاقات بينهما، ستؤدي بطبيعة الحال استمرار حالة اللاستقرار التي تعيشها المنطقة لأن حركية التنظيمات الإرهابية والهجرة والتهريب هي نشيطة في هذه المنطقة والسبب هو غياب التعاون بين البلدين في هذه المجالات، ولو كان هناك تعاون سيتم التصدي للتنظيمات الإرهابية ولباقي الشبكات ذات الطابع الاجرامي بالمنطقة، كالاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والاسلحة، وستكون الأمور أفضل، ولكن المواقف الجزائرية كما يعلم الجميع أفضت إلى غياب التعاون والى مزيد من تشجنج الاوضاع.
هل يمكن أن يوجه مجلس الأمن دعوة صريحة الى الجزائر للعودة إلى طاولة المفاوضات؟
محتمل، لأننا نلاحظ أن الجزائر أصبحت في عزلة على المستوى الدولي بشكل كبير، ومن المحتمل أنه ربما نداء مباشر او إصدار توصية في هذا المجال، خصوصا وأن الجزائر فشلت في كل المحاولات التي تقوم بها وهذا يعكس انها أصبحت محاصرة وفي عزلة وفي حالة تراجع كبيرة جدا، ممكن ومن المحتمل أن ينبه مجلس الأمن أو على الأقل أن يطلب منها بشكل مباشر وصريح ضرورة التعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى المنطقة.