لماذا وإلى أين ؟

هلْ نسفت المُقاومة الفلسطينية أسطورة القُبَّـة الحديدية؟

تتواصل الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل مستوطنات غلاف غزة، وذلك مع دخول اليوم الثالث من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وسط تقديرات باحتمال ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين إلى 1000 قتيل.

هذه العملية التي وصفت بـ “غير المسبوقة” صدمت الإسرائيليلين والغرب على حد السواء، بعدما كانت الاستخبارات الإسرائيلية تعد، في وقت قريب جدا، ضمن الأقوى في العالم نظرا لتوفرها على أحدث التكنولوجيات الأمنية واللوجستية التي يمكنها التنبؤ بأي عملية مشابهة، ما جعلها اليوم في موقف حرج أمام أنظار العالم.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي، أن الاختراق العسكري لحركة حماس في اسرائيل سيغير الكثير من القناعات عن القوة الضاربة باسرائيل عبر التكنولوجيا العسكرية. ولاسيما قبتها الحديدية والتي سبق وأعلنت أنها تعرضت لتحديث وعمليات تطوير بالقدر الذي يستحيل معه عبور الصواريخ نحو العمق الاسرائيلي.

وشدد الفاتحي في تصريح لـ “آشكاين” أن “عملية طوفان الأقصى لحركة حماس عرت عن الكثير من الإخفاقات العسكرية لإسرائيل والتي ستجعل منها دولة عادية من الناحية العسكرية”، مضيفا قوله “كما أبانت على أن قدراتها محدودة و قوتها الاستخباراتية هي الأخرى محدودة وليست خارقة كما سبق وتمت الدعاية له”.

وأوضح المتحدث “وبالنظر إلى التخطيطات العسكرية الدقيقة لعناصر المقاومة الفلسطينية، يجعلها بحق تحديا كبيرا، اعتقدت اسرائيل أنها قد حسمته بشكل نهائي، وأنها حققت تفوقا عسكريا عبر منظومة دفاعاتها الجوية وعبر تكنولوجيا السلاح.”، بحسب تعبير الفاتحي.

وأكد المتحدث قائلا: “وحيث إن العملية كلفت المئات من الضحايا الإسرائيليين فإن التخطيط والتنفيذ العسكري لعناصر المقاومة محكم يشكل كبير ومنسجم وأبان عن تكييف هائل في العملية العسكرية النوعية المنجزة فجر السبت”.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 700 قتيل منذ فجر السبت، ونشر قائمة جديدة بأسماء 16 من جنوده قتلوا منذ بداية عملية طوفان الأقصى، بينهم ضابط في وحدة النخبة برتبة مقدم، مما يرفع مجموع القتلى في صفوف قواته حتى الآن إلى 73 عسكريا.

واستفاقت إسرائيل فجر يوم السبت الماضي على وقع هجوم عسكري بالصواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية، ما أسفر عن عشرات القتلى قبل أن ترتفع الحصيلة لتقارب الألف، وهو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعلان حالة حرب بالمنطقة، حيث بدأت الاشتباكات وتمكن الفلسطينيون من التسلل وقصف عدد من المستوطنات في غلاف غزة.

وتلاحقت التطورات في غزة خلال ساعات الليل والفجر، حيث شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات مكثفة على مواقع شمالي القطاع وعلى الشريط الساحلي وذلك جوا ومن البحر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف الليلة أكثر من 500 هدف إستراتيجي للمنظمات في قطاع غزة.

كما صرح مصدر طبي أن الغارات تركزت على مبان في بيت حانون، حيث بلغ عدد الشهداء 19، كما تعرض منزل في خان يونس للقصف، ما أدى لاستشهاد 5 أشخاص، ليبلغ إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية 436، بينهم 78 طفلا، فيما بلغ عدد المصابين نحو 2300 .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
فريد
المعلق(ة)
11 أكتوبر 2023 17:16

الى صاحب التعليق الاول،أخي فعلا غزة احترقت وتحترق وستحترق مرة أخرى حتى تنال حريتها واستقلالها لأنها بكل بساطة صاحبة الحق، وصاحب الحق لايقهر ابدا. تماما كما فعل اجدادنا الذين احترقوا مدة طويلة بنيران اسبانيا وفرنسا القوتان الكبيرتان آنذاك حتى نالوا الاستقلال من اجلي واجلك لتعيش حرا مرتاحا لتكتب أنت هاته الأسطر التافهة وأنت على أريكتك. عوض هذا ادعو لهم بالخير وشكرا

مولاحظ
المعلق(ة)
9 أكتوبر 2023 20:21

الجيل الذي عايش مراحلحروب العرب مع اسرائيل لا يصدق ما يتم نشره بالامس صفقنا لملحمة خط بارلياف واعتقدنا ان فلسطين ستتحرر واليوم يصفق الكل لاقتحام حماس للاراضي المسيجة من اسرائيل وها اسرائيتل تحرق الاخضر واليابس فماذا بعد….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x