لماذا وإلى أين ؟

ما مصير تطْبيع السعودية مع إسرائيل وباقي اتفاقيات أبراهام عقِب “طوفان الأقصى”؟

وجّه الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة فجر السبت الماضي ضربة قوية للزخم الذي تكتسبه إسرائيل في الآونة الآخيرة في ما يعرف باتفاقيات أبراهام التي وقعتها مع عدد من الدول العربية من بينها المغرب.

ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تستعد لمواصلة حشد الدول الموقعة لهذه الاتفاقيات وتطبيع علاقاتها مع السعودية، حدث هذا الهجوم غير المسبوق، والذي اعتبره عدد من المحللين ومتتبعي الشأن الدولي بأنه من بين دوافع عملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي يطرح الأمر علامة استفهام حول مآال تطبيع الرياض وإسرائيل علاقاتهما في ظل الوضع الجديد ومنه مصير باقي اتفاقيات أبراهام.

ويرى المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، عصام لعروسي أن “تطبيع إسرائيل مع السعودية على غرار اتفاقيات أبراهام مع كل من البحرين والإمارات والمغرب والسودان ستعرف وتيرة أقل أو تأجيلها إلى حين، خاصة وأن عملية طوفان الأقصى ستكون لها تداعيات جديدة على مستقبل المنطقة”.

وأوضح المتحدث في تصريح لآشكاين أن “السعودية كانت تتجه صوب التطبيع بسبب ايران ومحاولاتها السيطرة على المنطقة، ولكن اليوم هناك تغيير في الخريطة الجيوسياسية عقب عملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي فإن التحالفات في هذا الوقت قد تشكل خطرا، وهو ما سيدفع إسرائيل لتجديد، استراتيجيتها وطريقة عملها”.

وأضاف لعروسي “عملية طوفان الأقصى ستكون بمثابة معطى جديد في قضية الشرق الأوسط وبشكل خاص القضية الفلسطينية، والمطلوب الآن إعادة النظر في كل ما تم القيام به”، بحسب تعبيره.

ولفت لعروسي الانتباه إلى أن “طريقة التعامل مع الإمارات عرفت تناقصا على مستوى منسوب هذه العلاقات، وتشهد كثيرا من عدم الالتزام خاصة من الجانب الإسرائيلي”، مسترسلا “فأظن أن هذا الحدث (هجوم حماس) يتجاوز سقف التوافقات التي تمت بين إسرائيل وبعض الدول العربية، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بتراجع عن التزاماتها، مثل ما تراجعت عن اتفاق أوسلو واتفاقيات أخرى”.

وتابع “فهذا المعطى الأساسي اليوم أعتبره مستقلا ومزعزعا للعقيدة والاستراتيجية الاسرائيلية، وربما سيدخل إسرائيل في مرحلة جديدة من إعادة النظر في قواتها ومنطقها المتصلب والمتعنت إزاء قضايا الشرق الأوسط وقضايا الاستيطان وحل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية”.

وشدد لعروسي أن “التطبيع مع السعودية سيتراجع لاعتبارات تدخل في إطار رد الفعل حتى الرسمي والشعبي من قبل الشعوب العربية التي اعتبرته رد فعل تاريخي، سيما  أن الخلاف سيطول في ظل غياب أسس التسوية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Mimoun
المعلق(ة)
10 أكتوبر 2023 13:51

التطبيع ليس مجانا ان الدول المطبعة وضعت خريطة الطريق او تمهيد لسلام شامل ومنها حدود 67 ،السعودية كان في جدولها وضع النقاط فوق الحروف،اسراءيل كانت بين المطرقة والسندان وكان عليها الاختيار بين السلام مقابل حدود 67 او كشف وجهها الاخر أمام العالم،الدول المطبعة سلاح فتاك لإنه ليس مقيد بسياسة اسراءيل قد يعاد النضر فيه في اي وقت ، آما عهد القومجية التي تؤمن بابادة اليهود عن بكرة ابيهم ،هولاء اقرب الى الصهاينة الذين يريدون ابادة الشعب الفلسطيني،عندما يدبر حكماء هذا العالم سوف يعم السلام

Nasser
المعلق(ة)
10 أكتوبر 2023 13:44

La normalisation et les accords d’Abraham n’en sortiront que plus fort. Un peu comme une maîtresse qui a failli perdre son amant. Les arabes veulent se perdre dans les bras des israéliens et rien ne les empêchera. Surtout pas les palestiniens. Pour leur malheur ces derniers maintenant le savent.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x