اشترى بنك المغرب من البنك الدولي، يوم الاثنين 9 أكتوبر الجاري، سندات تنموية مستدامة تبلغ قيمتها النقدية 200 مليون أورو، من خلال عملية شراء مقسمة بالتساوي بين سندات لأجل ثلاث وخمس سنوات، سيتم الاحتفاظ بها في محفظة إدارة الاحتياطيات، وفق بيان لبنك المغرب.
ويثير حصول المغرب على سندات تنموية مستدامة بقيمة 200 مليون أورو، الكثير من التساؤلات لدى المواطن المغربي من قبل ما يعنيه ذلك للاقتصاد الوطني، ولماذا يتم اختيار هذا التوقيت بالذات.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، علي بوطيبة، أنه “لتمويل الاقتصاد لا بد من
احتياطي العملة الصعبة لتدبير الظروف التي قد تواجه المملكة مستقبلا، أو في حالة كانت هناك صادرات كثيرة يتم أداؤها”.
وعن سبب هذا التوقيت بالضبط أكد بوطيبة في تصريحه لـ”آشكاين” أن “المغرب هو الوحيد في إفريقيا الذي حصل على خط ائتماني مرن، وهو ما يعزز الثقة التي تضعها المؤسسات الدولية والأبناء المركزية والعملاقة في المغرب”.
وأشار إلى أن “تعزيز الثقة لا يمكن أن ينسينا سياسة المغرب في النموذج التنموي الجديد، ومنذ أسس لها الملك عندما كان وليا للعهد، في خروجه الرسمي في ريو ديجينيرو وهناك عرف العالم كله ان الملك المحمد السادس، الذي كان آنذاك أميرا، سيكرس سياسة الحسن الثاني وهي الحفاظ على البيئة”.
موردا أن “المغرب تدرج في هذه السياسات المتعلقة بالبيئة واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصلنا إلى الطرق السيارة المائية ومشاريع تحلية المياه، وإعادة تدوير المياه العادمة، وهذا كله يبين أن المغرب دولة تحافظ على البيئة”.
وأضاف أن “هذه السندات التي حصل عليها المغرب ليست سندات عادية، بل هي سندات خضراء، وهذا يرتبط بالحدث الآني المتعلق بالمؤتمر المتعلق بالمناخ، ولكن هذا له ارتباط أيضا بسياسة المغرب بشأن المحافظة على البيئة، من خلال تصدير الطاقات النظيفة، وهي مسؤولية الدولة والشركات لضمان التنمية المستدامة لهذا الجيل والأجيال القادمة”.
ولفت الانتباه إلى أن “الحصول على السندات الخضراء يدفع المغرب مباشرة لاستيراد السلع والمشاريع الخضراء، ما يعني أن 200 مليون أورو ستتجه للقطاع الأخضر، وهو ما سيعزز مكانة الشركات الصغرى والمتوسطة التي تشتغل في هذا الميدان”.
وخلص إلى أن “سياق الحصول على هذه السندات هو التغيير المناخي، حيث لم نعد نتنبأ له بل أصبح حقيقة نعيشه”، موردا أن “هذه السندات ستعزز القدرات الاستثمارية، نظرا لأن الجميع يريد الاستثمار في المغرب لأنه كان سباقا لاحترام المواثق الدولية في هذا المجال”.
ما فهمت انا والو يا السي بوطيبة الشيء الوحيد اللي فهمتو انه كريدي