لماذا وإلى أين ؟

العروسي يعُدُّ دلالات اتصال بلينكن ببوريطة من أجل التدخل لمنع التصعيد بين حماس وإسرائيل

يحظى المغرب بمكانة ذات قيمة كبيرة لدى مختلف الدول الفاعلة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، حيث تلقى وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، اتصالا مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، تناول الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل وإمكانية التدخل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وكشف بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، أن بوريطة وبلينكن، نقاشا، في اتصال جمعهما، الأربعاء 11 أكتوبر الجاري، ”الهجوم الإرهابي غير المعقول الذي تشنه حماس ضد إسرائيل”، كما تطرقا إلى ”الجهود المبذولة لمنع التصعيد الإقليمي”.

وأشاد بلينكن، حسب ذات المصدر، بـ ”التزام الملك محمد السادس بالسلام والأمن في المنطقة”، كما ”رحب بالتعاون الوثيق المستمر بين المغرب والولايات المتحدة”، وفق تعبير نص البيان.

وفي هذا الصدد، شدد المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، عصام لعروسي، أن “هذا التواصل يدخل في إطار الدور المركزي الذي يلعبه المغرب دائما ومنذ فترة طويلة، خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية”.

وأوضح لعروسي في تصريح لآشكاين أن “المغرب كان دائما مفاوضا ذكيا ومقبولا من جميع الأطراف بالنظر للعلاقات الجيدة والمكانة الجيدة التي يحوزها في المشهد العربي وأيضا بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، مسترسلا ” وبالتالي هو مفاوض جيد ومقبول ليس كأمريكا التي عبرت عن موقفها المنحاز للطرف الإسرائيلي بشكل كبير منذ بداية عملية طوفان الأقصى”.

وبخصوص لجوء أمريكا لمناقشة سبل التدخل لوقف التصعيد بين إسرائيل وفلسطين، اعتبر المتحدث أن أهمية هذا الموقف يستند إلى كون المغرب  يشكل مفاوض أساسي في القضية على اعتبار الأدوار التي يلعبها والعلاقات التي يملكها مع الطرفين.

وأضاف “المغرب يملك بعض الخيارات والبدائل التي يمكن أن يقترحها على الطرفين معا ويمكن له إنجاحها في ظل هذا الغليان والتصعيد غير المحدود والذي بطبيعة الحال قد يدمر البنية الديمغرافية في قطاع غزة، حيث أن ضرب أهداف مدنية هو من بين الأهداف الأساسية للطرف الإسرائيلي”.

وسجل لعروسي “وربما المغرب قد ينجح في تدليل الصعاب إزاء اتخاذ قرارات عقلانية في المواجهات وإيقاف هذه المواجهات على الأقل لتجنب الخسائر الكبيرة في الأرواح والمؤسسات التي تحتاج إلى هدنة في الوقت الحالي لالتقاط الأنفاس”، بحسب تعبيره.

وأكد أن أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب له أهمية كبرى في الخلاف الفلسطيني تاريخيا وبامكانه اتخاذ مواقف معتدلة ودفع الأطراف لفهم واستيعاب خطورة هذا التصعيد وإنهائه بطرق سلمية متعارف عليها.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد قال الأربعاء بالقاهرة، خلال ترؤسه أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية حول الوضع في فلسطين، إن الملك محمد السادس، ما فتئ يدعو للخروج من منطق الصراع والعنف، إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة.

وأبرز بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي خصص لبحث سبل تحرك عربي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين، استعداد المغرب للانخراط في أي جهد عربي ودولي يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.

موضحا أن “الملك ظل دائما يؤكد أن أمن الشرق الأوسط واستقراره يتطلب مساع بلا انقطاع وجهودا حثيثة ومتواصلة، للخروج من منطق الصراع والعنف إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة”.

وجدد التأكيد على دعم المملكة المغربية ”الكامل والثابت لدولة فلسطين ولسلطتها الوطنية الشرعية، بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال والعيش الكريم”.

وأكد ناصر بوريطة “تشبث المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، بالسلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه”.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x