2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قال الباحث في العلوم السياسية، الدكتور محمد شقير، إن خطاب الملك محمد السادس مليء بالعديد من الدلالات، الأولى تتمثل في استضافة رئيسي البنك والصندوق الدوليين لأول مرة داخل قبة البرلمان.
وأبرز شقير أن الاستضافة تدخل في إطار استضافة المغرب للاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين خلال الأسبوع الجاري، لثاني مرة منذ 1973.
وكشف أن هذه الاستضافة مرتبطة في أساسها بكارثة الزلزال المدمر الذي شهده إقليم الحوز يوم 08 شتنبر الماضي، غير بعيد عن مراكش التي تعقد فيها هذه الاجتماعات،
وأبرز شقير، في تحليله لمضامين الخطاب الملكي، اليوم الجمعة 13 أكتوبر الجاري داخل البرلمان، أن الملك يحاول ان يذكر ويؤكد على النجاح الكبير الذي حققه المغرب لتجاوز كل الأضرار وما سببته الكارثة الطبيعية.
وأكد شقير متحدثا لجريدة “آشكاين”، أن العاهل المغربي عزا النجاح إلى الروح الوطنية وإلى التكافل المغربي بين كل مكونات المجتمع، مبرزا أن هذا الدافع كان وراء تخصيص الملك بداية خطابه لكارثة الزلزال.
بعدها، يضيف شقير، انتقل الملك للحديث الى أن هاته الروح الوطنية مبنية بالأساس على مجموعة من القيم التي كرسها الدستور والتي تقوم بالأساس على الوحدة الوطنية والتعايش….

ثم عرج الملك، وفق ذات الباحث دائما، في خطابه للتركيز على ما يمكن أن يسمى بركائز الدولة الإجتماعية، حيث حاول العاهل المغربي، وفق شقير، أن يستحضر مكونين وهدفين أساسيين وهما تنزيل تعديل المدونة، حيث ذكر بأنه بعث برسالة إلى رئيس الحكومة للقيام بهذا الإجراء، اما المكون الثاني فيتعلق بمسألة الحماية الاجتماعية، إذ يعتبر أن الحفاظ على توزان المجتمع المغربي يقوم بالأساس على هاذين المرتكزين حفاظا على الأسرة وعلى التماسك الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أكد الملك، حسب شقير، على ضرورة أن يتم ورش الحماية الاجتماعية وفق مجموعة من المقتضيات تهم بالأساس الشفافية والاستهداف المباشر، بالإضافة إلى إدخال مجموعة من الفئات التي كانت مقصية من هذا الورش لكي يشملها، سواء كانت فئات مهمشة أو أسرا أو افرادا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وختم شقير بقوله إن هذه النقط شكلت أساس الخطاب الملكي خلال افتتاح البرلمان، وذلك في سياق تكريس الدولة الاجتماعية والتي يعطيها الملك أهمية كبرى حفاظا على الأسرة والتماسك الاجتماعي وتجاوز بعض مظاهر الهشاشة التي قد تتفاقم مع تداعيات زلزال الحوز.
جدير ذكره أن الملك محمد السادس، وجه ، اليوم الجمعة، خطابا إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.