2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
واقعةُ بلجيكا وتصريحات ماكرون .. هل ستتأثر الجالية المغربية بعودة خطاب الكراهية ضد المُسلمين في أوروبا؟

استغلت وسائل الإعلام في عدد من الدول الأوروبية واقعة إطلاق النار وقتل مواطنين سويديين في هجوم ببروكسل، من أجل التحريض من جديد ضد الإسلام والجاليات المسلمة في القارة العجوز.
من جهة أخرى، استغل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الحادث من أجل ابتزاز الفرنسيين في أصواتهم، حيث اعتبر أن “جميع الدول الأوروبية معرضة لخطر الإرهاب الإسلامي، وهناك عودة لهذا الإرهاب؛ ونحن جميعاً عرضة له”.
أمام المعطيات المشار إليها، يطرح السؤال مجددا حول مستقبل الجاليات المسلمة في القارة الأوروبية، خاصة منها الجالية المغربية، وهل ستتأثر بعودة خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في هذه الظرفية؟

في هذا الإطار، يرى الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن الجالية المغربية تأثرت منذ صعود أحزاب اليمين المتطرف التي تبني خطابها على كراهية الآخر ورفع منسوب التحريض ضد المهاجرين، خاصة المسلمين منهم في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن أغلب الدول الأوروبية شهدت صعود أحزاب اليمين المتطرف إلى الواجهة منذ بداية العقد الأخير.
ووفق لعروسي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فإن أحزاب اليمين المتطرف وبعض القيادات السياسية المتطرفة من قبيل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تستغل ظاهرة الإرهاب، التي تعتبر ظاهرة كونية ولا دين لها، من أجل التحريض ضد الجالية المسلمة لغايات وأهداف سياسية محضة.
وأكد الخبير في تسوية النزاعات والشؤون الأمنية أن أحزاب اليمين المتطرف تعتمد فزاعة الإرهاب من أجل تمرير القوانين التي تريد، ومنها تشديد قوانين الهجرة وقبول المهاجرين في عملية التجنيس والإستقرار والتعايش، مشددا على أن ما تشهده بلجيكا يعطي سندا للدول الغربية لاستغلاله للترويج إلى أنها ضحية ما تسميه “الإرهاب الإسلامي”.
“الدول الغربية تستغل مثل هذه الأحداث المعزولة لتمجيد الأنا الغربية وتمرير خطاباتها العدوانية ضد الإسلام والجالية المسلمة”، يسترسل المتحدث، مستدركا “التنظيمات الإرهابية كذلك تستغل مثل هذه الأحداث للعودة إلى الواجهة من خلال ضرب مواقع معينة من خلال سياسة “الذئاب المنفردة”.
وخلص لعروسي للتأكيد أن الجالية المسلمة، ومنها الجالية المغربية، “ستتأثر بمثل هذه الأحداث التي تستغلها بعض الجهات الأوروبية المتطرفة، وبالتالي تدمير مستقبل هذه الجالية الإسلامية في معيشها ووظائفها واستقرارها ومستقبل أبنائها”، وفق تعبير المتحدث.