لماذا وإلى أين ؟

المغرب يجْني ثمار الحياد في قضية “الإنقلاب العسكري” بالغابون

تجني المملكة المغربية في الوقت الراهن ثمار موقفها المحايد من “الإنقلاب العسكري” الذي شهده الغابون خلال الأسابيع الماضية، على خلفية الإطاحة بـ”صديق المملكة” علي بونغو من طرف المجلس العسكري.

فبعد أسابيع قليلة من استقبال الرئيس الانتقالي في الغابون الجنرال بريس أوليغي نغيما، السفير المغربي المُعتمد لدى الغابون عبد الله الصبيحي، جاء الموقف الرسمي للغابون من قضية الصحراء بعد الإنقلاب مماثلا لما كان عليه الحال في عهد صديق المغرب علي بونغو.

في هذا الإطار، جددت الغابون، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم آفاقا “موثوقة ومطمئنة” من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مبرزة، على لسان ممثلها ليا بوانغا أيون، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي “توفر آفاقا ذات مصداقية ومطمئنة، لا تُمكِّن فقط من إنهاء المأزق السياسي الراهن، بل تتيح أيضا التوصل إلى حل سياسي مقبول لدى الجميع ومتفاوض بشأنه”.

وأشارت ممثلة الغابون بالجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن أزيد من مائة دولة عبرت عن تأييدها للتسوية التي اقترحتها المملكة من أجل إنهاء هذا النزاع، مرحبة بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، الذي “يعمل بشكل دائم من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة”.

من جانب آخر، عبرت ليا بوانغا أيون، عن الارتياح إزاء التطور الإيجابي للوضع الميداني، لاسيما من خلال مشاركة ممثلي الصحراء المغربية في مختلف المؤتمرات الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرزت أن المغرب يبذل جهودا دائمة للارتقاء بظروف عيش ساكنة الأقاليم الجنوبية، مشيرة إلى أن النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، الذي تم إطلاقه في سنة 2015، ساهم بشكل قوي في تطوير مؤشرات التنمية البشرية في هذه المنطقة.

وأكدت أنه “من الجلي أن هذا التقدم السوسيو اقتصادي يعزز التعاون الدولي في المنطقة”، تزامنا مع فتح العديد من الدول، من كافة أنحاء العالم، قنصليات عامة في العيون والداخلة، ومن بينها الغابون.

وأشادت ممثلة الغابون بإنجازات المغرب “الجوهرية” في مجال حقوق الإنسان، مشيرة، على الخصوص، إلى تعزيز دور اللجنتين الجهويتين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في العيون والداخلة، والتعاون الثنائي مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والهيئات التعاقدية والإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان.

وأكدت أن الغابون “تشجع” المغرب على مواصلة جهود احترام وقف إطلاق النار وتعاونه مع المينورسو، داعية باقي الأطراف إلى القيام بالمثل، لما فيه مصلحة وأمن واستقرار المنطقة بأكملها، لافتة إلى أن هذا الزخم الدبلوماسي يعد “علامة مشجعة” تدعو لاستئناف مسلسل اجتماعات الموائد المستديرة بين المشاركين الأربعة: المغرب، والجزائر، وموريتانيا، و”البوليساريو”، مطالبة كافة الأطراف إلى الانخراط في هذه العملية.

وكان المغرب قد أصدر بلاغا واحدا بخصوص الإنقلاب العسكري الذي شهدته دولة الغابون، حيث أعلنت وزارة الخارجية أن المملكة المغربية تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية، مشيرة إلى أن المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته، مؤكدة في السياق ذاته أن المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني.

وشهدت الغابون في الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء 30 غشت 2023، انقلاب عسكريا ضد الرئيس علي بونغو، حيث أعلن المجلس العسكري بقيادة الجنرال بريس كلوتير أوليغي أنغيما، قائد الحرس الجمهوري، إلغاء نتائج الانتخابات والاستيلاء على السلطة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x