لماذا وإلى أين ؟

الشيات: خطاباتُ بنكيران حول أحداث غزة تدخل في باب الإستعداد للإستحقاقات المقبلة (حوار)

كثف حزب العدالة والتنمية خرجاته بشكل متتال من أجل التعليق وإصدار مواقفه بشأن الأحداث  التي يشهدها قطاع غزة بفلسطين، حيث أصدر في وقت وجيز أربع بلاغات في الموضوع نفسه.

من جهة أخرى، أكثر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، خرجاته الإعلامية في موضوع الأحداث التي تشهدها غزة، حيث تحدث فيه عبر “لايفات” على “الفايسبوك” وفي لقاءات حزبية، واللافت أنه عند إلى مهاجمة أطراف سياسية مغربية خلال حديثه عن أحداث غزة كما وصفه للحديث عن الانتخابات.

ومن أجل مواكبة النقاش السياسي في هذا الموضوع ومناقشة أسباب وأبعاد تحرك حزب العدالة والتنمية بشكل لافث في موضوع أحداث قطاع غزة، تستضيف الصحيفة الرقمية “آشكاين”، الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، في فقرة “ضيف السبت” لهذا الأسبوع.

في ما يلي نص الحوار:

ـ بداية، كيف ترى تحرك حزب العدالة والتنمية في موضوع أحداث غزة، أعني هنا إصدار أربعة بلاغات في وقت وجيزة وخرجات بنكيران المتتالية في الموضوع؟

موقف حزب العدالة والتنمية من أحداث غزة قد يتوافق مع مجمل المواقف التي عبرت عنها تقريبا مختلف الأحزب السياسية المغربية لإدانتها لكل أشكال الإرهاب واستهداف المدنيين، يعني أن هناك تقاطع مع هذه الأحزاب. أما الخصوصية المتعلقة بحزب العدالة والتنيمة فهي عائدة للأصول المشتركة بينه وبين حركة حماس، باعتبارهما حركتين مرجيعيتهما معا الإسلام السني والعقيدة الأشعرية.

وهذا التقارب بين الحركتين ظاهر في مناسبات قديمة من التواصل بين حماس وأعضاء أصبحوا في ما بعد أعضاء في حزب العدالة والتنمية، ما جعل من هذه العلاقة فيها نوع من التقارب الكبير في المواقف والدعم الرمزي الذي يقدمه “البيجيدي” لحماس، وهذا عامل من العوامل التي جعلت الحزب يكثف من البلاغات وخرجات أمينه العام اتجاه حماس والحرب القائمة في غزة؛ خاصة أن هناك دواعي موضوعية لهذا الخروج من قصف المدنيين، المستشفيات والمدارس.

بلاغات حزب العدالة والتنمية وخرجات أمينه العام في موضوع حرب فلسطين قد تكون لها كذلك أسباب ودواعي داخلية؛ خاصة أن الحزب اليوم خارج الحكومة ولا يقودها ما يجعله متحررا من مواقف قد تقترب من الشق الحكومي أو الرسمي، وبالتالي فهذه مناسبة للتعبير عن مواقف لم يكن يقدر على الإعلان عنها في مناسبات سابقة شهدت مثل الأحداث التي نعيشها اليوم. كما أن الأمر يمكن أن تكون له أسباب انتخابية والإستعداد للإستحقاقات المقبلة؛ خاصة أن مثل هذه المواقف يتم تسجيلها على المستوى الشعبي لأنها تتقاطع مع قناعات الكثير من المغاربة.

ـ وبماذا تفسر “هجوم” بنكيران عند حديثه عن فلسطين على أطرافا سياسية داخل المغرب، اليساريين مثلا؟

هذا الموضوع يشكل مناسبة لحزب العدالة والتنمية وأمينه العام من أجل تمرير رسائل موجهة إلى الداخل المغربي. وبنكيران كان قد أصدر بلاغا حول الزلزال الذي ربطه بما سماه الذنوب والمعاصي، وظاهر أنه أصبح يمارس خطاباته بهوية دينية بشكل كبير في عدد من المواضيع؛ منها المتعلقة بالأسرة والقانون الجنائي.

وبالتالي فهذه مناسبة للضغط بحجم الحدث في موضوع ذو طبيعية داخلية ووطنية، ولا أعتقد أن هناك ارتباط بين حرب غزة وتوجيه بنكيران خطابه إلى اليسار إن على المستوى الموضوعي أو على المستوى الشكلي.

ـ طيب، يرى بعض المتتبعين أن تحرك “البيجيدي” في موضوع القضية الفلسطينية له علاقة بمحاولة “استعادة وهجه الإنتخابي”, كيف ترى ذلك؟

الهجوم على اليسار أو كل من يتبنى أفكار حداثية في ما يتعلق بنقاش مدونة الأسرة سواء كان يسارا أو يمينا فهو محاولة لوضع الموقف المرتبط بأن الحزب لم يفقد هويته الإسلامية وأن مرجعية الحزب الإسلامية ما تزال موجودة.

وهجوم بنكيران على اليسار من أجل استعادة وهجه الإنتخابي قد يكون له نوع من الصحة، خاصة أن النقاش المطروح اليوم حول مدونة الأسرة هو موضوع سجال بين المواطنين والمواطنات وتدخلت فيه مختلف المؤسسات الدولة والمجتمع، لذلك فهي مناسبة لإبراز موقف الحزب والتخندق في صف المحافظيين من هذا النقاش القانوني.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x