لماذا وإلى أين ؟

“ثلاثة في واحد “

عبد الرفيع حمضي

“ثلاثة في واحد “ شعار كانت قد اختارته سابقا إحدى الشركات للترويج بالتلفزة المغربية لمنتوج جديد أنزلته الى السوق .
اعتقد أنه كانا منظفا للشعر(shampoing )

في تقديري يصلح جيدا هذا الإشهار لوصف الدينامية التي يعرفها المغرب في هذه الفترة بالذات .خاصة على مستوى إنجاز أوراش ثلاث ،فُكر فيها كأقطابٍ
لرؤيةٍ تنمويةٍ استراتيجيةٍ وليس كمجزوءاتٍ لمخطط تنفيذي :

1-لعل إطلاق ورش الحماية الإجتماعية بكل أبعادها ( التغطية الصحية ،الدعم المباشر ،دعم السكن …)يجعل بلادنا نظريا على مشارف استكمال دائرة مشروع العدالة الاجتماعية ،الذي شغل المفكرين والفاعلين طيلة القرن العشرين .لكون العدالة الاجتماعية تُعَدُ مقاربة دامجة تحرر فئات المجتمع وطبقاته ،وتحفزهم على زيادة الانتاج في المجال الاقتصادي وعلى المشاركة في المجال السياسي .

٢- مراجعة وتطوير مدونة الأسرة بعد 20 سنة من الممارسة ،مع تحديد هدفها الأساسي والرئيسي هو ضمان استقرار الاسرة المغربية، باعتبارها حجر الزاوية في البناء المجتمعي .فان المدخل الرئيسي لذلك طبعا هو انصاف النساء، باعتبارهم الحلقة الضعيفة في معادلة العائلة .وبالتالي ففي هذا الانصاف الذي يُولد الاطمئنان والامان سيشجع نصف المجتمع لتسخير طاقاته للمساهمة في بناء المستقبل ومما لا شك فيه ان مجتمعا يسير بقدمين يكون اسرع .

3-العدالة المجالية هي الان من اهم ما يشغل العقل السياسي والاقتصادي في القرن الواحد والعشرين والمملكة المغربية بدورها أطرت الموضوع دستوريا وتشريعيا وتنظيميا عبر مدخل الجهوية المتقدمة بإعتبار هذا الشكل من التدبير ،يُحول المقومات والخصوصيات الجهوية الى حوافز للابتكار والابداع وكذالك باعتبار الجهوية نفسها ليست هدفا في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق العدالة المجالية بين جهات المملكة وداخل حتى نفس الجهة .
ان جميع وكالات الامم المتحدة المتخصصة وخاصة PNUD برنامج الامم المتحدة للتنمية في تقاريره حول التنمية البشرية يعتبر ان العدالة الاجتماعية ومقاربة النوع الاجتماعي والعدالة المجالية ،ثلاثة شروط اساسية لكل تنمية منشودة.

وبالتالي فاذا كانت الارادة السياسية لبلادنا قد تم التعبير عليها بوضوح في الاوراش الثلاث فان التفاوت في وثيرة التنزيل والانجاز وخاصة في ورش العدالة المجالية يشكل ترددا من شانه فرملة قطار التنمية لكون هذه الأوراش أفقية وليست لا تراتبية ولا عمودية.

*باحث وفاعل جمعوي

إن الآراء المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي كاتبه.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x