2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشيات: تصريحات وهبي يمكن أن تؤثر على مستقبله السياسي داخل “البام” (حوار)
عرف وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة؛ عبد اللطيف وهبي، منذ دخوله إلى الحكومة التي كان قد أعلن زهده فيها إلا أن يكون رئيسها، بتصريحاته التي توصف بـ”المستفزة” كل مرة لفئة معينة من فئات المجتمع المغربي، ابتداء بالمحامين مرورا بالطلبة وصولا إلى الأساتذة الذي وعد بـ”قلب الطاولة” عليهم.
ففي حين يرى البعض أن تصريحات وهبي من شأنها أن تنسف التحالف الحكومي أو على الأقل ستربكه ويمكنها كذلك أن تؤثر على صورة حزب “الجرار” لدى المغاربة، يرى البعض الآخر أن تصريحات وهبي رغم “استفزازها” فهي صحية للحياة الحزبية والسياسية بشكل عام في المغرب في الوقت الذي “لجم” في العديد من القيادات الحزبية والحكومية لسانها.
ولمواكبة هذا النقاش الذي يتجادل فيه عدد من المتتبعين للشأن الحزبي والسياسي بالمغرب، اختارت الصحيفة الرقمية “آشكاين” في فقرة “ضيف السبت” لهذا الأسبوع مناقشة هذا الموضوع، من خلال استضافة أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات.
وفي ما يلي نص الحوار:
بداية، كيف ترى خرجات وزير العدل وتصريحاته التي تصدم الحكومة في كل مرة مع فئة من فئات المجتمع المغربي؟
في العادة أن من الحرية السياسية والتعبير السياسي أن يتحدث المسؤول الحزبي أو الحكومي في واقعة معينة. وقد يكون ذلك صادما لفئة معينة من المجتمع وقد يكون غير متناسب مع وضع سياسي معين. لكن المفروض في كل الحالات التفريق بين التصريحات الذاتية والأفكار الخاصة بالمصرح والتصريحات التي تخص المؤسسة أو الجهة التي يتحدث باسمها، بحيث أن التصريحات الذاتية قابلة للنقاش وطرحها في تقابل مع أفكار أخرى.
أما إن كانت التصريحات باسم الحزب فيمكن اعتبارها موقف الهيئة الحزبية ويمكن إدارجها في إطار التعبير عن اتجاه سياسي معين حسب موقع الحزب إما في المعارصة أو الأغلبية. وإن كانت التصريحات باسم الحكومة فالأمر موكول للجهة التي تتحدث باسمها، وبالتالي ضبط تصريحات المسؤولين السياسيين والفصل وتوضيح الجهة التي يتم الحديث باسمها حتى لا يقع مثل ما نراه اليوم.
طيب، البعض يرى أن تصريحات وهبي التي توصف بـ”غير المحسوبة” يمكن أن تنسف التحالف الحكومي، كيف ترى ذلك؟
بطبيعة الحال نريد أن نسمع آراء وأفكار المسؤولين السياسيين والحكوميين ولا نريد مسؤولين بكم، لكن في المقابل لا نريد أن يرمى الكلام على عواهنه، وهذا يعني الوزير وهبي وغيره من المسؤوليين السياسيين والحزبيين والحكوميين.
أما بخصوص الحكومة، فأعتقد أن لها ناطقا باسمها وجهة تتحدث بشكل عام في الأمور المتعلقة بها في مختلف القطاعات، واحتراما لهذه التراتبية يفترض أن تكون التصريحات الحكومية من هذه الجهة، ومن هذا المنظور فتصريحات وهبي لا يمكن اعتبارها تصريحات حكومية بقدر ما هو تعبير عن مواقف وزارته أو حزبه أو هي تصريحاته الذاتية فقط.
وماذا عن تأثير تصريحات وهبي على الوضع الداخلي لحزبه خاصة أن الأخير مُقبل على اختيار قيادة جديدة بداية السنة المقبلة؟
هذه مسألة تبقى لمناضلي الحزب الذي ينتمي إليه الوزير، إن كانت مؤثرة على صورة الحزب؛ فأعتقد أن تصريحات وهبي يمكن أن تؤثر على مساره السياسي داخل الحزب كأمين عام، بالرغم من أن الجوانب المؤثرة في طبيعة انتخاب قيادات الأحزاب السياسية بالمغرب لا ترتبط بتصريحات وخرجات إعلامية بقدر ما ترتبط بمنظومة خارج هذا التأثير الذي يبقى ضعيفا، بل هناك ترابطات وأشياء أخرى تحكم طبيعة التوافقات داخل ك حزب سياسي بالمملكة.