ماذا يعني تجديد أمريكا دعمها للحكم الذاتي في الصحراء في سياق الحرب على غزة؟
في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل؛ حليفة الولايات المتحدة الأميريكية، حربا ضروسا على غزة وسط استنكار عددا من دول العالم، جددت أمريكا دعمها للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي أعربت عنه عقب إتفاقها مع المغرب وإسرائيل في ما يعرف بـ”الإتفاق الثلاثي”.
ويطرح تجديد الولايات المتحدة موقفها من قضية الصحراء ورأيها بخصوص الحل من خلال الحكم الذاتي علامات استفهام في هذا السياق الذي يشهد الحرب على غزة.
في هذا الإطار، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن تجديد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الوقت الذي تستعر فيها الحرب بغزة، رسالة منها بتثمين التعاون واستمرار التنسيق مع المغرب في ما يخص الحرب في غزة، مستدركا “لكن المغرب له سياسة مستقلة؛ ولا يمكن أن يعتمد المقايضة في هذه القضية أو التخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.
واستبعد لعروسي الذي يتحدث لـ”آشكاين”، تغيير الموقف المغربي من قضية الصراع والحرب في غزة؛ بالرغم من استمرار موقف الولايات المتحدة الأمريكية في دعم مخطط الحكم الذاتي بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن المغرب سيعتمد فصل مسارات القضيتين، ويمكن أن تعرف العلاقات المغربية الإسرائيلية توقفا أو فتورا في الوقت الراهن.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن “البناء الذهني” الجديد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على محاور أساسية من بينها المغرب، ما يجعل الاعتراف بمغربية الصحراء يدخل في إطار تعميق العلاقات مع محور أساسي يتمثل في المغرب باعتباره فاعلا إقليميا في القارة الإفريقية ويتماشى مع التوجهات الكبرى لواشنطن؛ خاصة على المستوى الأمني والجيوسياسي.
وحسب الخبير في العلاقات الدولية، فإن الدعم الأمريكي لمخطط الحكم الذاتي يؤكد التحول الجيو سياسي الذي تشهده المنطقة؛ خاصة أن القارة الإفريقية أصبحت “لا تعترف بالأقزام”، مردفا أن المقاربة التنموية التي يعتمدها المغرب قادرة على تغيير البوصلة الأمريكية في اتجاه تأكيد مغربية الصحراء.
وخلص لعروسي بالتأكيد أن هذا الموقف يؤكد مرة أخرى عدم تغيير الموقف الأول الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب، وتأكيد أمريكي بأن موقفها واضح وأن الإعتماد على مبادرة الحكم الذاتي أصبحت قطعية.
