لماذا وإلى أين ؟

الغالي يرصد خلفيات مباحثات أخنوش مع سانشيز بعد كسر الأخير لعرف أسلافه

أجرى رئيس الحكومة المغربية؛ عزيز أخنوش، يوم الثلاثاء 28 نونبر 2023، محادثات مع رئيس الحكومة الإسبانية المنتخب للولاية الثانية؛ بيدرو ساشيز، أيام قليلة بعد الإعلان عن تركيبة حكومته الجديدة.

وقال سانشيز، في تغريدة على صفحته الرسمية على منصة “X”، إنه “أجرى محادثة مع رئيس حكومة المملكة المغربية، عزيز أخنوش، مشيرا إلى أن اللقاء بينهما تمحور حول أهمية الصداقة بين المملكتين المغربية والإسبانية”، موردا قوله “نريد تعزيز جدول الأعمال الثنائي المتفق عليه واستكشاف الفرص الجديدة التي تتيحها هذه العلاقة المتجددة”، مردفا “سنعمل أيضًا على تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”.

وتأتي هذه المحادثات بعد الجدل الذي أثارته الصحافة الإسبانية حول تغيير وجهة سانشيز الأولى بعد تنصيبه كرئيس للحكومة، معتبرة أنه خرق عرف زيارة المغرب كأول بلد يزوره رؤساء الحكومة الإسبانية، وذلك للمرة الثانية على التوالي، وهو ما يثير تساؤلات عما إن كانت هذه المحادثات محاولة من سانشيز لطمأنة الجانب المغربي وتعزيز الثقة بين الجانبين.

محمد الغالي ـــ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش

في هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن هذه المباحثات “تأتي في سياق توطيد العلاقات المغربية الإسبانية والاستفادة من دروس الماضي التي قادت إلى تأزيم هذه العلاقة وكانت لها آثار جد سلبية، ليس فقط على العلاقة بين الدولتين، ولكن حتى على منطقة الحوض المتوسط والعلاقة بالاتحاد الأوروبي، وكذلك شمال إفريقيا”.

وشدد الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “هذه المحادثات والزيارة المرتقبة لسانشيز ستكرس منطق التعاون ومنطق المصلحة المشتركة للدولتين، وتعزيز هذه المصلحة المشتركة بمزيد من أواصر التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الدولتين”.

موردا أن “هذا سيساعد في تكريس الثقة وتجاوز كل المثبطات التي يمكن أن تفرزها إما التحولات الدولية المضطربة التي يعيشها العالم، إذ يمكن لمواقف الدولتين أن لا تتوافق في بعض القضايا الدولية، ولكن الأكيد أن كل بلد يفهم جيدا أهمية العلاقات الثنائية، وبالتالي لا يمكن للتطورات الدولية الخارجية أن تؤثر على المنطق الاستراتيجي لهذه العلاقة”.

وأردف أن “الزيارة المرتقبة لسانشيز ليست فقط زيارة لتكريس منطق الثقة بالمعنى الشكلاني أو الطمأنينة أو المعنى العاطفي للكلمة، ولكنها دون شك ستعمل على تحقيق تقدم في الملفات التي كانت موضوع مائدة الحوار بي الفريق الوزاري المغربي بقيادة رئيس الحكومة المغربية، والفريق الوزاري الإسباني بقيادة رئيس الحكومة الإسبانية”.

وخلص المتحدث إلى أن “الأيام المقبلة ستعرف تحولات مهمة، خاصة بعد الثقة التي حظي بها بيدرو سانشيز داخل البرلمان الإسباني وحصوله على الأغلبية، والأكيد أنه تعود على مجموعة من الأزمات الداخلية المنتقدة، وهذا بدوره لن يؤثر في المسار الذي رسم للعلاقات المغربية الإسبانية، وهو مسار العمل والاشتغال المشترك وتحقيق اختراقات وتقدم في مختلف النقط العالقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x