لماذا وإلى أين ؟

صبري والشيات يبرزان الملفات التي قادت الملك محمد السادس إلى الإمارات

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أمس الأحد، أن لملك محمد السادس سيقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من يومه الاثنين 4 دجنبر الجاري.

وتأتي زيارة الملك محمد السادس في سياق دولي يطبعه ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ والحرب المشتعلة في قطاع غزة، ما يطرح عدة أسئلة حول الملفات والإجندات التي ستنصب عليها محادثات الملك محمد السادس ومحمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن العلاقات المغربية الإماراتية هي من أفضل العلاقات الثنائية للمغرب مع محيطه الحضاري العربي؛ خاصة في منطقة الخليج العربي، لأنها تميزت على الدوام بالإستقرار في مستوى من التقارب الكبير بين البلدين في المواقف السياسية في ما يتعلق بالقضايا المشتركة.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

ووفق الشيات، في حديث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، فإن التوافق على مختلف المستويات بين المغرب والإمارات أثر على مواقف الدولتين بخصوص القضايا على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن هذا التوافق السياسي أثر كذلك على مستوى العلاقات الإقتصادية، وهو ما يفسر حضور الإمارات بقوة في التبادل التجاري مع المغرب؛ حيث ناهز 10 ملايير دولار مع امتياز واضح للإمارات.

على مستوى الإستثمارات الخارجية، يضيف الخبير في العلاقات الدولية، أن الإمارات تستثمر ما يقارب 130 مليار درهم سنويا في المغرب، مبرزا أن هذه الأرقام تؤكد أن الإمارات هي أول مستثمر عربي في المملكة المغربية.

وخلص الشيات، بالإشارة إلى أن هناك لجنة مشتركة بين البلدين تعتبر من بين أولى اللجان المشتركة التي وجدت مند 1985، مؤكد أن هذه الزيارة تعتبر مناسبة لتمتين العلاقات المغربية الإماراتية على المستوى السياسي والإقتصادي.

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط؛ عبد النبي صبري، أن هذه الزيارة تأتي بعد رسالة أرسلها الملك محمد السادس في غشت الماضي إلى رئيس الإمارات تتحدث عن تعزيز العلاقات وإمكانيات الإرتقاء بها، مبرزا أنه على مستوى العلاقات الثنائية، فالعلاقات السياسية بين البلدين جيدة جدا منذ عهد الحسن الثاني رحمه الله.

ويرى صبري الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن الزيارة تترجم رغبة الطرفين في أن تكون العلاقات فاعلة أكثر بالعمل والتكامل ومكرسة للتعاون وراسخة من خلال التضامن على مختلف المستويات بين البلدين، وداعمة العلاقات الإقتصادية من خلال توطيد الشراكة الإستراتيجية في كافة المجالات، خاصة العقار، الفلاحة، الصناعة، التمويل المالي للمشاريع المهيكلة من خلال صندوق أبو ظبي للتنمية والشركة المغربية الإماراتية للتنمية.

ووفق أستاذ العلاقات الدولية، فالمغرب مقبل على تنظيم مسابقة دولية كبرى تتمثل في كأس العالم، ما يستلزم تأهيل البنيات التحتية وتنزيل مشاريع كبرى في المملكة، مشددا على أن هذه الملفات ستكون حاضرة في محادثات قائدي البلدين، عبر تمويل المشاريع اللازمة.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

كما سيكون الإستثمار الإماراتي على الشريط الأطلسي للمملكة من بين الملفات التي يمكن أن تطرح على طاولة المحادثات بين القائدين، بحسب المتحدث، مبرزا أن هذا سيمكن الدولة الإماراتية من التواجد في الشريط الأطلسي عبر الإستثمار؛ خاصة في المجال السياحي.

“أما على مستوى علاقات متعددة الأطراف، فالمغرب يعطي للعلاقات العربية المشتركة عموما، و العلاقات مع دول الخليج خصوصا، أهمية استراتيجية مهمة؛ خاصة في ما يتعلق بقضية فلسطين”، يسترسل أستاذ العلوم السياسية، مستدركا “المغرب يريد أن ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جدوره، من خلال حل الدولتين”.

وخلص صبري بالتأكيد أن التطورات التي تجري الآن في الشرق الأوسط ستكون لها تحولات مفصيلة في مختلف المجالات، مبرزا أنه من هذا المنطلق؛ “المغرب يدرك محيطه العربي والإقليمي والدولي جيدا، وله قدرة على صوغ وصون مصالحه مع قيمه بشكل متوازي وقادر على خلق التوازنات في عالم يعج بالتنصل من الإلتزامات وانهارت فيه القيم أمام المصالح”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
5 ديسمبر 2023 15:06

هذا هو التعاون الحقيقي الذي يجسد اخوة الشعوب العربية والعربوامازيغية لبناء نهضة مستقبلية وإقتصاد قوي يقف ندا للاتحادات القوية في اروبا واسيا، في عالم متحول لم يعد يقيم وزنا للكيانات القزمة والمتقوقعة والتي قد تتبتلعها مع الزمن إسرائيل والاقطاب القوية في العالم الجديد.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x