لماذا وإلى أين ؟

الغالي يبرز خلفيات “اللغة الجديدة” لتبون ووزير خارجيته حول العلاقات الجزائرية المغربية

بدت معالم تغيير طفيف للعبارات التي يستعملها مسؤولون جزائريون في توصيفهم لعلاقات بلادهم بالمغرب،  فبعد أن خرج وزير خارجيتها أحمد عطاف، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، بتصريح يقول فيه إن بلاده “أكثر ميولا في الإسراع  لإيجاد حل مع المغرب”، جاء الدور على الرئيس الجزائري.

واستغل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خطابه أمام غرفتي البرلمان الجزائري خلال أشغال الدورة غير العادية للبرلمان بغرفتيه، يوم الإثنين 25 دجنبر الجاري، لتجديد دعم بلاده للأطروحة الإنفصالية، لكن كان لافتا استعماله عبارات  جديدة، من قبيل أن “هذا الدعم ليس كرها في أشقائنا المغاربة ولكن لكون الملف لازال معروضا على لجنة تصفية الاستعمار”، وفق تعبيره.

هذه الخرجات التي تبدو في ظاهرها كتحول في خطاب المسؤولين الجزائريين تجاه المغرب، تجعل التساؤل مشروعا عما إن كانت هذه التصريحات تنم عن تحول في عقيدة النظام الجزائري، أم أنها مجرد تصريحات “ملغومة” لتسويق صورة مغايرة لأفعال قصر المرادية التي تصب فعليا في معاداة الوحدة الترابية للمملكة ميدانيا وفي المحافل الدولية.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي، أن “التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الجزائريين، سواء في الحكومة أو في الدبلوماسية، بين تصريح عطاف أو تبون، هي تصريحات ليست بالصدقية المطلوبة، على اعتبار أن أعمال الجزائريين ليست كأقوالهم”.

وأكد الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”،  أن “الجزائر دائما تتشدق وتعتبر أن المغرب والجزائر أشقاء، ولكن ممارسات الجزائر هي دالة على عكس التصريحات، ما يعني أن التصريحات تكون في وادي والممارسات في وادي آخر”.

ويرى محدثنا أن “الممارسة الجزائرية هي تؤكد العداء المطلق والمطبق للجزائر تجاه المملكة المغربية، وبالتالي إذا كانت الجزائر جادة في مواقفها الرسمية فيجب أن تنعكس هذه المواقف داخل مختلف الهيئات الدولية”,

موردا أن “الجزائر تدعي أنها مع الشرعية الدولية ومع مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالسلم والسلام، ولكن الجزائر هي نفسها طعنت في قرارات مجلس الأمن الاخيرة، حيث اعتبرتها قرارات غير عادلة وعير متوازنة، فقط لكونها اعتبرت مبادرة الحكم الذاتي المغربية كمبادرة جدية وواقعية، بينما الجزائر ترى أن تقرير المصير ينحصر في الإنفصال ودعم كيان تجاوزه التاريخ، والمعطيات الجيوسياسية الاستراتيجية للمنطقة تجاوزته”.

وخلص الغالي إلى أن “ما يصرح به القادة والمسؤولون الجزائريون تبقى تصريحات لا أثر لها إذا لم تصاحبها وتدعمها أفعال على هذا المستوى”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x