لماذا وإلى أين ؟

تهديد البوليساريو للدول المنخرطة في مبادرة الساحل لعب بالنار (خبير)

“عادت حليمة لعادتها القديمة”.. مثل عربي ضارب في القدم يمكن أن ينطبق على ما تقوم به جبهة البوليساريو كلما باشر المغرب مبادرة نوعية تضيق الخناق على الطرح الإنفصالي في المنطقة، وهو ما ترجمته الجبهة الإنفصالية عبر تهديد الدول المنخرطة في مبادرة الساحل الأطلسية التي أطلقها المغرب “بشن حرب عليها”.

وهدَّدَت الجبهة الإنفصالية بشن حرب على دول الساحل الأفريقي (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، اتشاد) التي أعلنت يوم السبت الماضي،23 دجنبر الجاري، في ختام لقاء تنسيقي جمع وزراء خارجيتها مع رئيس الدبلوماسية المغربية؛ ناصر بوريطة، بمدينة مراكش، انخراطها في مبادرة الملك محمد السادس “من أجل أفريقيا مزدهرة ” والعمل على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل تلك المبادرة.

هذا التهديد في ظل ما يعرفه العالم من تقلبات جيوسياسية استراتيجية يحيلنا على طرح تساؤل عريض، عما إن كان تهديد البوليساريو بشن حرب على الدول المنخرطة في مبادرة الساحل “قرعا لطبول حرب فعلية” أم مجرد “جعجعة بلا حطين”.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح فاتحي، أن “جبهة البوليساريو تحاول التمسك بقشة الادعاء بقيادة حرب وهمية في المنطقة، وهي بذلك تسعى جاهدة للإبقاء على موقفها التفاوضي بشأن النزاع حول الصحراء عشية تزايد القناعة الدولية بالحل الواقعd والعملي والمستدام، وبعد تسريع حصد المغرب لمزيد من التأييد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.

عبد الفتاح الفاتحي – محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية

وأكد فاتحي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “جبهة البوليساريو وهي تلعب بالنار تتهيأ في ترتيب دقيق، تنبيه الجزائر للاستمرار في دعمها ماديا ودبلوماسيا، ومن جهة دولية، هي تهدد بأن إخراجها خاوية الوفاض من أي حل دولي لنزاع الصحراء بالتحول إلى تنظيم إرهابي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وبالتالي عرقلة أي مبادرات دولية أو إقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة”.

واعتبر المتحدث أن “الجبهة وهي تهدد أمنيا وعسكريا أي تجاوز لها في المنطقة، ولاسيما تهديد دول الساحل والصحراء، فإنما ذلك هو أكل جزائري للثوم بفم الجبهة”.

وشدد على أن “هذه التهديدات تتم بتحريض جزائري خالص لكبح عمليات ترحيب الدول الساحلية للانخراط في المبادرة الملكية لتسهيل ولوجها نحو الواجهة الأطلسية”.

وخلص إلى أن “التقدير السياسي والعسكري وباعتبار تقدير الفاعل السياسي الجزائري المعزولة اليوم إقليميا ودوليا، بسبب مواقف طوباوية في معترك السياسة الدولية يجعل هذه التهديدات جعجة بلا طحين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x