لماذا وإلى أين ؟

خبير عسكري يكشف كيف تحرك الجزائر مافيا الإرهاب والمخدرات بالساحل عبر البوليساريو

هدَّدَت جبهة البوليساريو الإنفصالية بشن حرب على دول الساحل الأفريقي (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، اتشاد) التي أعلنت السبت الماضي 23 دجنبر الجاري، في ختام لقاء تنسيقي جمع وزراء خارجيتها مع رئيس الدبلوماسية المغربية؛ ناصر بوريطة، بمدينة مراكش، انخراطها في مبادرة الملك محمد السادس “من أجل أفريقيا مزدهرة ” والعمل على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل تلك المبادرة، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن مدى واقعية هذه التهديدات وعلاقتها بالجماعات الإرهابية بالساحل والصحراء الكبرى.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري، عبد الرحمن مكاوي،  أن “النظام العسكري الجزائري ومخابراته المتعددة هم عرابو الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وكذلك الإنفصال في الساحل والصحراء الكبرى”.

وأكد مكاوي، في تصحريه لـ”آشكاين” أن “العديد من مراكز الاستخبارات في الغرب تركز على الأنشطة الإرهابية والإجرامية في هذه المنطقة التي مساحتها تقدر بـ9 ملايين و700 ألف كيلومتر مربع، فلا يعقل أن ما يقدر بين 6 و10 آلاف دراجة نارية من مختلف الأنواع خاصة اليابانية ياماها والدرجات النارية الكبيرة تتحرك في هذه المناطق انطلاقا من التشاد إلى حدود موريتانيا مرورا بالنيجر ومالي بدون محروقات”.

عبد الرحمن مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

وأشار إلى أن “التغذية التي تصل لهذه الجماعات الإرهابية من ولايات مختلفة من الجزائر، كولاية تامراست وجنات وإليزي وتنزواتين وتنوين في الحدود مع هذه الدول، في منطقة مثلث الموت بمينكا على الحدود البوركينابية والنيجيرية والمالية، لأن بين الولايات الجزائرية المذكورة ومثلث الموت طريق سيار طبيعيي يوصل لهذه الجماعات مختلف حاجياتها من محروقات وأغذية وأسلحة”.

وتابع أن “الجزائر ثبت أنها تقف كدولة وظيفية وراء الإرهاب في دول الساحل، خاصة إرهاب القاعدة في المغرب الإسلامي وداعش، حيث أن هناك دراسات أمريكية لم يرفع عنها الغطاء بعد نظرا لسريتها حول تقارير الدرون التي تحلق فوق هذه المنطقة الشاسعة من الصحراء الكبرى ودول الساحل، أثبتت وحققت أن المحروقات الجزائرية بملايين اللترات والتغذية وحتى المعلومات الاستخباراتية تصل إلى هذه الجماعات الإرهابية والجماعات المختصة بالجريمة العابرة للحدود، وقد نقول العابرة للقارات، من كارتيل ميكسيكو إلى دول الساحل، ومن ثمة إلى أوربا والشرق الأوسط”.

ونبه الخبير العسكري إلى أن “الأمر ضخم جدا والجزائر وجنرالاتها مسؤولون ومتورطون في هذه العمليات بهذه المنطقة الشاسعة”، حيث أن بعض مراكز الدراسات الاستخباراتية الغربية أشارت إلى أن عدد الدراجات النارية الجديدة، خاصة من نوع ياماها التي تتحرك في المنطقة من الحجم المتوسط والكبير بين 6 و10 آلاف دراجة، أما سيارات الدفع الرباعي من مختلف الأنواع ما بين 2500 إلى 3 آلاف سيارة رباعية الدفع بثلاث خزانات كبيرة للوقود، إضافة إلى الشاحنات الكبيرة التي تترب بين ولاية جنات وإليزي ومثلث الموت بينكا على الحدود الثلاثية بين باماكو ومالي والنيجر”.

وخلص إلى أنه “بدون وقود وأغذية التي تنطلق من الحدود الجزائرية والتي ينظمها بشكل مباشر قائد ما يسمى أركان البوليساريو محمد لعكيك ، لفائدة بعض الجنرالات، وقائد المنطقة العسكرية الأولى للبوليساريو محمد الطالب، لا يمكن لهذه الجماعات الإرهابية أن تتحرك في منطقة قاحلة تبلغ درجة الحرارة فيها أحيانا إلى 55 درجة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
30 ديسمبر 2023 17:34

هدف المنطقة التجارية المفتوحة التي ارادت الجزائر إقامتها مع مورتانيا هو تسهيل التهريب بكل انواعه وإجراء سفقات مشبوهة بين البوليزاريو والمجموعات المنفلتة في الساحل.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x