كشفت تقارير اعلام فرنسية، منها على الخصوص جريدة “لوموند” و “ميديبارت”، أن المحققين تعرضوا لضغوط كبيرة، أثناء عزمهم القيام بمصادرة هاتف رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، قصد التحقق من التهم الموجهة إليه من قبل مساعده ويده اليمنى المغربي الأصل، هشام الكرموسي.
وأفادت صحيفة “لوموند” بأن الملياردير القطري ناصر الخليفي المشهور بلقب “ناك”، قام بمحاولة منع المحققين من المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة من مصادرة هاتفه المحمول وإجراء تفتيش له.
وقالت “ميديبارت إن الخليفي ومستشاريه، مارس ضغوطًا على ضباط الشرطة المسؤولين عن التحقيقات في إطار التحقيق القضائي الذي افتتحه مكتب المدعي العام في باريس عام 2023، في شبهات الاختطاف والتعذيب والابتزاز، الذي يواجهه به كل من لاعب التنس المغربي الكرموسي ورجل الأعمال الفرنسي الجزائري الطيب بن عبد الرحمن.
كما أن الخليفي حاول اللجوء إلى حصانته الدبلوماسية، يوم أراد المحققون تفتيش منازله ومكتبه في باريس ومصادرة هاتفه الخلوي لوضعه تحت تصرف القضاء.
وكان لاعب التنس المغربي قد لجأ إلى القضاء، ضد رئيس فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، الملياردير القطري، ناصر الخليفي، بناء على اتهامات بـ ”المعاملة اللا إنسانية وغير الأخلاقية”.
ووضع الكرموسي، مارس الماضي، شكاية ضد مجهول، لكن اتضح أنها تستهدف الخليفي، الذي اشتغل لديه كرموسي لمدة تزيد عن 10 سنوات دون عقد عمل، كما يزعم ذات المغربي أن رئيس الفريق الباريسي عرضه لمعاملات غير أخلاقية.
وبدأت قصة التعارف بين الرجلين اللذين يهويان كرة المضرب سنة 2005، حين تلقى كرموسي بعد عودته إلى المغرب بأشهر، اتصالا هاتفيا من أمير قطر حاليا، تميم بن حمد آل ثاني، كي يُصبح مدربه الخاص في التنس، حيث أتيحت له الفرصة للقاء نافذين و رجال أعمال قطريين، من بينهم ناصر الخليفي، في ملعب لكرة المضرب بقطر، وكان الخليفي حينها لاعبا محترفا منذ نهاية التسعينات.
وفتح ذلك التقارب بأن يُصبح كرموسي اليد اليمنى للخليفي لعقدين، حيث كان سائقه الخاص ومكلفا بالخدمات اللوجيستية وشريكا له في ممارسة التنس.
وأصبح اسم كرموسي يتردد كثيرا في محيط نادي باريس سان جيرمان، منذ أن اشتراه الخليفي سنة 2011، إذ أن أولئك الذين يعرفون الخليفي يعرفون مساعده كرموسي، وكان يرافقه أينما حل و ارتحل، لكن كـ ”مساعد بدون أي عقد عمل”، وفق الشكاية التي وضعها اللاعب المغربي لدى المدعي العام في محكمة باريس ضد الخليفي، وفق تقارير اعلام فرنسية.
وتكشف الشكاية الدور المهم الذي كان يؤديه لاعب التنس المغربي السابق، في الحياة المهنية لرئيس ”بين سبورت”، إلا أن ”ظروفه المعيشية والمهنية تدهورت مع الخليفي”، إذ أن مطالب رئيس الفريق الباريسي ”صارت بدون انقطاع وساعات العمل ازدادت أكثر فأكثر”، رافق كل ذلك مضايقات وتصرفات ”غير أخلاقية”. وفق نص الشكاية.
وقال محامي كرموسي، أنطوان أوري، إن ”هشام كرموسي عمل لسنوات بدون عقد أو تصريح لفائدة الخليفي وبوتيرة غير مستدامة، وهو ينوي اليوم التنديد بهذا النظام الوحشي المبني على السخرة “.
ومن التصرفات غير الأخلاقية الواردة في نص الشكاية، قول الخليفي للمغربي “أستطيع أن أمحوك بضغطة زر من على وجه الأرض”، فيما ذكرت صحيفة ”ليبراسيون” الفرنسية، أن كرموسي اضطر إلى تنظيف منزل رئيس PSG، وسط باريس، من أجل محو ”أثار بيانات حساسة من أعين الشرطة في حالة البحث”.
وأفاد كرموسي أن الخليفي يهدده بشدة، ويضربه صائحا: ‘”إذا حدث أي شيء في هذا المنزل، فأنت وحدك ستتحمل المسؤولية”، كما يقول له أيضا: “يمكنني أن أمحوك بطقطقة من أصابعي من على وجه الأرض. “
