لماذا وإلى أين ؟

قاسح أحسن من منافق أيها “المُشهرون”

في رمشة عين ، أصبح الكثير من الفيسبوكيين ، مُعلمين لأخلاقيات الصحافة، و”مشهرين” من درجة فارس بثُلة من الزملاء الصحافيين الذين كانوا يقومون بعملهم، والسبب، صورة تُظهر مجموعة من ميكروفونات منابر إعلامية في ندوة صحفية للمغنية المغربية سعيدة شرف !!

فهل أجرم أولائك الصحافيون الذين دفعتهم ظروف عملهم وواقع المهنة إلى تغطية ندوة صحفية لشخصية عمومية تمتهن الغناء وموشحة بالوسام العلوي من درجة ضابط، ليصبحوا موضوعا للسخرية والتشهير؟

الصحافة أيها “المشهرون” لم توجد لتغطية الحروب والصراعات فقط، والصحفي ليس ثائرا بالضرورة، وليس الصحفي فقط من نجا من موت بسبب عمله أو من انتقد حاكما أو كشف خرقا ما. فمن بين التعاريف التي أعطيت للصحافة أنها تقوم بـ”تثقيف وإعلام الشعب وإيصال صوته في ذات الوقت”، و لها مجالات عدة للاشتغال، بل قد تكون المهنة الوحيدة التي تعنى بكل مناحي حياة الإنسان، ولهذا نجد منابر صحفية متخصصة في الاقتصاد وأخرى في السياسة والمجتمع والطب والرياضة والتكنولوجيا والبيئة .. ومن التخصصات التي اهتمت بها الصحافة كذلك نجد الفن، بكل تلاوينه، بل من أكثر المجلات والمنابر متابعة تلك التي تُعنى بعالم الفن والفنانين والمشاهير.

أما سعيدة شرف، سواء كان يعجبك ما تقدمه من فن أم لا، فتُعد شخصية عمومية، ويتابع أخبارها مئات الآلاف، وشاركت في العديد من المهرجانات العمومية المنظمة بالمال العام، وأطلت على المغاربة من مختلف القنوات العمومية وفي عدة مناسبات، والكثير ممن انتقدوا التغطية الإعلامية لندوتها الصحفية وشهروا بزملاء صحافيين، ذنبهم أنهم يقومون بعملهم، كانوا فرحين وسعداء وهم يدندنون معها ويرددون وراءها ولد مو.. .

وأما عن السر في ذلك العدد الكبير من المنابر الإعلامية التي غطت الندوة الصحفية التي عقدتها سعيدة شرف، فيكمن في كونها سوقت لندوته بشكل جيد قبل انعقادها، وهو ما يغيب في الكثير من الندوات واللقاءات التي تكتسي أهمية أكبر بكثير من ندوة سعيدة شرف، ولي مكيسيقلها حد لخبار فوقاش انعقدت.

كما أن للموضوع أهميته، فسعيدة شرف عقدت الندوة المعلومة للحديث عن موضوع هي طرف فيه، ويخص أكبر قضية تشهير واستهداف عرفها المغرب لحد الآن (تاريخ كتابة المقال)، وكان ضحيتها العديد من المواطنين، وسجن على خلفيتها عدد من المتهمين.

ما ورد أعلاه ليس دفاعا عن التفاهة أيها “الطنَّازِين”، فلولا الحطب لما اشتعلت النار، والتافهون والتافهات ينتشرون بعدد المتتبعين والمتتبعات، وهنا أستعير قصة إبن تيمة عندما جاءه الجلاد وقال: اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور. فقال له (ابن تيمية): والله لولاك ما ظلموا، فو الله لولا متابعتكم للتافهين لما تفهوا وسادوا، وإن كانت سعيدة شرف تافهة فقاطعوا أعمالها، وماشي تجلدوا صحافيين وتشهروا بهم لأنهم قاموا بعملهم فقط، و غطوا ندوة عقدتها شخصية عمومية للحديث في قضية رأي عام.

ملاحظة: ليس كل من أبدى رأيه في تغطية ندوة سعيدة شرف “مشهر”، بل هناك أصوات حاولت أن تعالج الموضوع بعقلانية ووقفت عند بعض أسباب ذلك، ومثل هذه الأصوات مطلوب وجودها، فهيّ بمثابة المنبه أولا، والنموذج المثالي في معالجة مواضيع قد نختلف حولها ثانيا، دون خوض في الأعراض أو استهداف للأشخاص وتشهير بهم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

5 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x