أثار تعيين إنريكي أوخيدا فيلا، سفيرا جديدا لمدريد بالرباط، حيرة الكثيرين في المجال الدبلوماسي، حيث أن تاريخه المهني جعل منه متخصصاً في العلاقات مع أميركا اللاتينية. بالإضافة إلى إدارته لـ”Casa América” منذ يوليو 2021، وهو منتدى اجتماع سياسي وثقافي واقتصادي بين إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، وترأس السفارات الإسبانية في السلفادور وبوليفيا وتشيلي. ومع ذلك، يتضمن تاريخه أيضًا فترة من العلاقات المكثفة مع المغرب بين عامي 2004 و2008، عندما أدار مؤسسة الثقافات الثلاث، وهي مؤسسة تحظى برعاية عالية من ملكي إسبانيا والمغرب.
المفتاح الرئيسي لانتخاب إنريكي أوخيدا، حسب مصادر إعلامية إسبانية، يكمن في ارتباطاته القوية بالاشتراكية الأندلسية. حيث تشمل حياته المهنية منصب الأمين العام للعمل الخارجي في المجلس العسكري الأندلسي والمدير العام للتعاون المستقل في وزارة السياسة الإقليمية. وعلى الرغم من هذه الروابط السياسية، فقد اعترف الحزب الشعبي أيضًا بقيمته المهنية.
ويصل أوخيدا إلى المغرب في وقت يبدو أن الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا حلت نسبيا، إلا أن التحديات العالقة لا تزال قائمة، وهي موضوع ملفات حارقة ستكون على طاولة السفير الجديد، مثل التطبيق الفعلي للجمارك التجارية في سبتة ومليلية المحتلتين، والمتفق عليها في أبريل 2022، فضلا عن الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، التي لا تزال معلقة منذ دعوة الملك محمد السادس في أبريل 2022، وفبراير من العام الماضي.
وكان بيدرو سانشيز، قد عين إنريكي أوخيدا فيلا، وهو دبلوماسي يبلغ من العمر 55 عاما من إشبيلية، وله علاقات قوية بالاشتراكية الأندلسية ومسيرة مهنية متميزة تركز على أمريكا اللاتينية، سفيرا لإسبانيا في المغرب، خلفا لريكاردو دييز هوتشليتنر. هذا الأخير، رغم أن عمره أكثر من 70 عاما وقضائه أكثر من ثماني سنوات على رأس السفارة الإسبانية بالرباط، وهي إحدى المهام الأكثر حساسية للدبلوماسية الإسبانية، إلا أنه حافظ على علاقات وثيقة مع جميع الأطراف بالمغرب، وجاء تمديد فترة توليه لمنصبه بسبب الأزمة بين البلدين وترقب الانتخابات.
