أثارت الاستثمارات الألمانية بالمغرب، وخاصة في أقاليمه الجنوبية، رعب جبهة البوليساريو الإنفصالية، حيث هاجمت ألمانيا باتهامات وعبارات قدحية، من خلال كلمة لما تسميه البوليساريو نائب ممثلها بألمانيا، الصالح محمد سيد البشير، استغلها خلال حضوره أمام تجمع بالعاصمة الألمانية برلين.
وفي محاولة لإقحام ألمانيا في النزاع المفتعل في الصحراء، اعتبر المتحدث أن “أحد أسباب عرقلة الحل يعود الى وجود شركات ألمانية متلهفة ومتعطشة لتحقيق الربح عبر الارتباط بعقود مع شركات مغربية في الصحراء”.
ومن بين هذه الشركات التي أرعبت البوليساريو، عملاق الطاقة البديلة “سيمنس” التي قال المتحدث سالف الذكر إنها “تمد مؤسسة “فوس بوكراع” بما نسبته 90 بالمئة من حاجتها الكهربائية لاستخراج الفوسفاط من الصحراء.
وتأتي هذه المخاوف من قادة الإنفصاليين، بعدما تابع العالم التحول الملفت للموقف الألماني في ملف الصحراء المغربية، منذ 13 دجنبر 2021، والذي بدا جليا مع أول بلاغ للخارجية الألمانية تجاه المغرب، منذ تولي خليفة أنغيلا ميركل، المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتس، مقاليد الحكم، الأربعاء 6 دجنبر 2021.
وعبرت ألمانيا بشكل صريح عن مواقف إيجابية تجاه القضايا الخلافية التي ذكرها المغرب في بلاغات سابقة لوزارة خارجيته، حيث بدا جليا التحول الجذري في مواقف ألمانيا التي ظلت متشبثة طيلة عهد ميركل بمواقف موالية للجزائر والبوليساريو ومعاكسة للمغرب، حيث اعتبرت الوزارة الفيدرالية الألمانية للشؤون الخارجية، أمس الإثنين في بلاغ لها، أن مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمغرب في تسوية النزاع حول الصحراء.
وأبرز المصدر ذاته أن “ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول على أساس القرار 2602”، وهو ما يجعلنا نتساءل إن كانت ألمانيا تمهد فعليا لإعادة إصلاح علاقات مع المغرب.