لماذا وإلى أين ؟

زهور يبرز علاقة استقبال تبون لوزير خارجية موريتانيا بالمبادرة المغربية الأطلسية

استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يوم الثلاثاء 16 يناير الجاري، بقصر المرادية، وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، وذلك بهدف “تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”، وفق ما صرح به المسؤول الموريتاني عقب لقائه بتبون.

الملفت في هذا اللقاء هو أنه جاء بعد مدة وجيزة من غياب  موريتانيا عن افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري، بمراكش، يوم السبت 23 دجنبر 2023،  للتنسيق بشأن المبادرة الدولية للملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بمشاركة مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، والتي أعربت عن انخراطها في هذه المبادرة الملكية، وهو ما يجعل الأهداف غير المعلنة من وراءلقاء تبون بولد مرزوك محل تساؤلات.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور، أن “استقبال تبون لوزير خارجية موريتانيا ثناء على هذه الأخيرة لعدم مشاركة موريتانيا في لقاء مراكش لمبادرة دول الساحل”.

أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور

وتأسف زهور، في تصريحه لـ”آشكاين”، لكون “الجزائر تسعى دوما لفرملة كل المبادرات التي يقوم بها المغرب من أجل تعزيز الأمن والسلم، خاصة المبادرات المغربية الاقتصادية بالساحل والصحراء”.

وشدد على أن “توجه المغرب، خاصة بعد الخطاب الأخير لصاحب الجلالة، الذي أكد فيه على أنه حان الوقت لتنمية المحيط الأطلسي، وهي التنمية التي تستهدف خمس دول كبرى، والتي حضرت كلها باستثناء موريتانيا، يؤكد على أن لقاء وزير خارجية موريتانيا مع الرئيس الجزائري جاء ليقول بأن الجزائر تستطيع المساهمة في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين  الجزائر وموريتانيا، لكن هذا التوجه خاطئ، لأن موريتانيا أكثر ارتباطا بالمغرب من الناحية الاقتصادية”.

وأكد المتحدث على أن “موريتانيا تجمعها مع المغرب معبر كبير هو المنفذ نحو إفريقيا، كما أن موريتانيا تعتمد في وارداتها على المغرب بشكل كبير، خاصة ما تعلق بالخضراوات ومجموعة من المواد الأخرى”.

وأبرز أن “هذا التوجه الذي تسير فيه الجزائر هو دائما يصب في معاكسة المغرب ومعاكسة المبادرات الاقتصادية التي يسعى إليها المغرب بحسن نية، حيث أن المغرب لا يستهدف بمبادراته الأشقاء الجزائريين، وهذا ما أكده الملك في عدة خطب، لكن الجزائر دائما تتوجس من أي مبادرة يقوم بها المغرب سواء كانت سياسية أو اقتصادية، اجتماعية أو دينية”.

وخلص إلى أن “هذا لا يخدم السياسة الخارجية الجزائرية، ولا يخدم حتى الشعارات التي ترفعها الجزائر بأنها تسعى لتعزيز شراكاتها مع دول إفريقيا، ومثل هذه السلوكات هي محاولة عرقلة المباردات الاقتصادية التي سيستفيد منها المواطن الإفريقي بالدرجة الأولى”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
aboudalal2
المعلق(ة)
18 يناير 2024 11:35

موريطانيا مثل الكامون إذا لم تدقه أوتطحنه لا يعطي الرائحة.. وهذا ما يجب أن يفعله المغرب معها إذا أخرجت رجليها من الشواري…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x