لماذا وإلى أين ؟

“إسكوبار الصحراء” يسيطر على مؤتمر “البام”

سيطرت قضية شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، المعروفة إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء” على المؤتمر الوطني الخامس لحزب “الأصالة والمعاصرة”، المزمع عقده أيام 9-10-11 فبراير الجاري.

فلا حديث بين قيادات “البام” إلا عن الوصفة التي سيطوي بها الحزب صفحة هذه القضية التي يتابع فيها إسمان بارزان في الحزب، وهما عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري، رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء.

فباستثناء عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لـ”البام” الذي اختار سياسة الهروب إلى الأمام، اعترفت جل قيادات هذا الحزب بمسؤولية الأخير في هذه القضية المذكورة، وعملت على جعلها (القضية) نقطة مفصلية في مصير الحزب، وأنّ “بام” ما بعد ” إسكوبار الصحراء” ليس هو “بام” ما قبلها.

وخلافا للمؤتمرات السابقة، والتي كان النقاش فيها يحتدم بين من سيقود هذا الحزب، وبأية إستراتيجية؟، انصب النقاش الذي سبق المؤتمر الخامس حول كيفية تجاوز تداعيات “اسكوبار الصحراء” على الحزب؟ ومن هو القيادي البامي القادر على مسك مقود “الجرار” في المرحلة المقبلة، والعبور به إلى بر الأمان، وتضميد الجراح التي أحدثتها صدامات وهبي، وعمقها “الاسكوبار”.

فجميع تصريحات وحوارات قادة “البام” التي سبقت المؤتمر، سيطرت عليها قضية “الاسكوبار”، وكانت تداعيات هذه القضية وسبل تجاوزها هي المحورية في جل الخرجات الإعلامية لأعضاء بارزين في هذا الحزب.

فالنداء الذي أطلقته المرأة الحديدة داخل “البام”، رئيسة برلمانه، فاطمة الزهراء المنصوري، انصب بكامله حول كيفية تجاوز الآثار السلبية التي خلفتها هذه القضية.

فقد دعت المنصوري في ندائها إلى “القطع مع الماضي وتجديد النخب”، وتحلي رفاقها في الحزب بـ”الشجاعة لمحاسبة أنفسهم وإعادة التفكير في تنظيماتهم الحزبية”، مشددة، وهي تخاطب الباميين والبامييات، على أن “الشفافية هي أن تكون لنا الجرأة لنقول، نريد أن نكون فوق كل الشبهات ولن يتحمل المسؤولية في صفوفنا إلا أناس بأخلاق عالية ومبادئ صادقة وقناعات صافية”.

أما المهدي بنسعيد، القيادي بحزب “الجرار”، فقد كان أكثر جرأة من رفاقه، واعترف بشكل صريح ومباشر، بمسؤولية حزبهم في قضية “إسكوبار الصحراء”، مؤكدا أنها “مسؤولية أخلاقية”، ومشيرا إلى أنهم فتحوا بسببها “نقاشا جادا ومهما حول كيفية التعامل مع هذه الإشكالية واحتمال ظهور مشكلات أخرى فيما بعد”.

بنسعيد، اعترف كذلك بكون مسؤولي الجرار فتحوا الباب لبارونات الانتخابات رغبة منهم في احتلال المرتبة الأولى في الاستحقاقات التي شاركوا فيها.

فهل سيتعلم الباميين والباميات الدرس ويعملون على جعل المؤتمر الخامس محطة لإصلاح ما أفسدته قيادة وهبي بحزبهم، والرمي بالمشبوهين ومن ساعد على إدخالهم للبام في مزبلة التاريخ، أم سيتغلب عليهم تيار مناصرة بارونات الانتخابات وستعود حليمة لعادتها القديمة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x