لماذا وإلى أين ؟

صبري يبرز سبب عدم إعلان إسبانيا عن زيارة سانشيز وعلاقتها بإلغاء زيارة ألباريس للجزائر

ينتظر أن يحل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير خارجيته، خوسيه مانويل ألباريس، يوم الأربعاء 21 فبراير الجاري، في زيارة رسمية  إلى المغرب.

وتأتي هذه الزيارة التي طال انتظارها، بعد مخالفة سانشيز للأعراف التي دأب عليها رؤساء حكومات إسبانيا، حين زار بلدان أخرى غير المغرب كأول زيارة خارج المغرب بعد توليه منصبه، وهو ما يجعلنا نتساءل عن سبب عدم الإعلان عن هذه الزيارة في وقت سابق، وما علاقتها بالزيارة الملغاة لألباريس  إلى الجزائر، الأسبوع المنصرم.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “المغرب وإسبانيا  بلدان جاران يجمعهما الجوار المتوسطي، وتم، منذ البلاغ المشترك وخارطة الطريق المتفق عليها بين الملك وسانشيز، منذ أبريل 2022،  التأكيد على الذهاب بالعلاقات المغربية الإسبانية إلى فضاء أرحب، والنقاط الاستراتيجية المهمة”.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

وأشار صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أنه “قد كان هناك لقاء على مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين العام الماضي، والتي هي من آليات اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن”.

وأكد  أن “هذه الزيارة هي الأولى منذ تنصيب الحكومة الإسبانية الجديدة، وجاءت على إثر الرسالة التي وجهها سانشيز إلى البرلمان، والتي أكد فيها أن موقف إسبانيا من الصحراء سيادي، لا يتغير بتغير الحكومات، وهو ما جعل العلاقات بين البدلين هذه القوة والصلابة والمتانة التي لم يسبق أن عرفتها”.

ولفت الانتباه إلى أن “إسبانيا والمغرب، بالإضافة إلى البرتغال، لهما تنظيم مشترك لكأس العالم، وهناك استثمارات إسبانية كبيرة داخل المغرب، وهي تحتل المرتبة الثالثة بعد فرنسا والإمارات، بحوالي 4 مليار دولار، وإسبانيا تريد أن تكون حاضرة في هذه الاستثمارات المغربية”.

وفيما يتعلق بعلاقة الزيارة بزيارة ألباريس التي ألغتها الجزائر، أكد صبري أن “المغرب لا تهمه علاقات إسبانيا بباقي حكومات الدول الأخرى، ولا يمكنه أن يتدخل فيها، ولا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ويهمه العلاقات الثنائية مع إسبانيا، والتي تطورت على كافة المستويات وستعرف تطورت أكبر”.

وأضاف أن “إسبانيا تدرك ان المنجزات التي حققها المغرب خلال 23 سنة مهمة، والإنجازات التي سيشهدها المغرب منذ 2024 إلى 2030 ستتضاعف، وستجعل المغرب يتغير بشكل كبير، علاوة على التوجه الأطلسي الذي نهجه المغرب، ما يعني أن إسبانيا تريد ربط علاقات مع المغرب على كافة المستويات لكونه بلدا مستقرا في محيط مضرب، وبلد تشتغل فيه أكثر من ألف شركة إسبانية، وأكثر من 20 ألف شركة تصدر نحو المغرب، ما بين أن إسبانيا شريك رئيسي للمغرب داخل الاتحاد الأوربي”.

واستدل صبري على كلامه بأنه “منذ توقيع البيان المشترك وخارطة الطريق بين البلدين، لاحظنا ارتفاع المبادلات التجاري، حسب مكتب الصرف وغيره من المؤسسات، إذ نجد هذا المؤشر دائما يرتفع بأكثر من 10 بالمئة سنويا، وهذا ما لم تعرفه العلاقات بين البلدين منذ سنوات خلت”.

وبخصوص عدم إعلان الزيارة مسبقا، أبرز صبري أن “العلاقات المغربية الإسبانية تعرف اليوم تنسيقا، وبالتالي فزيارة من هذا النوع يمكن أن تكون في أي وقت من الأوقات، لأن المصالح المشتركة، في ما يتعلق بمونديال 2030 والربط القاري، وغيرها من القضايا المهمة، تجعل العلاقات المغربية الإسبانية تعرف تحولات مفصلية على كافة المستويات، خاصة منذ خطاب الذكرى 69 للمسيرة الخضراء، عندما أكد الملك أن النظارة التي يقيس بها المغرب صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، هي الاعتراف العلني والصريح والواضح بمغربية الصحراء، وهو ما ذهبت إليه إسبانيا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
21 فبراير 2024 12:39

دول الغرب اصبحت تدرك عقد النقص لذى الدول التي ترى نفسها اقل شأنا منها وتوظف ذالك في نسج علاقات تدغدغ العواطف لربح مكاسب على الارض، لكن الدول التي تتق في إمكانياتها لا تهتم بالامر. بل تتعامل بندية وبواقعية براكماتية اكتر.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x