2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أسال الحادث الغامض الذي راح ضحيته الحارس الشخصي للرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال عودته، يوم الخميس 22 فبراير 2024، من تدشين أول معبر حدودي لبلاده مع تندوف الجزائرية، (أسال) الكثير من المداد، وسحب معه تحليلات متباينة، ذهبت أغلبها نحو افتراض ان تكون “العملية مدبرة”، خاصة في ظل شح المعطيات من سلطات البلدين عن نوع الحادث وتفاصيله.
ومن هذه الأصوات التي لم تستسغ رواية سلطات البلدين، الصحفي والكاتب الموريتاني المقيم في بريطانيا، سلطان البان، الذي رصد عدة مؤشرات تحيل على أن الحادث كان “مدبرا وبفعل فاعل“، حسب تعبيره.
هذا الحادث، الذي صوره كثيرون على أنه شبيه “بمحاولة اغتيال” للرئيس الموريتاني، فيما رآه آخرون بمثابة “تحذير للقيادة الموريتانية”، يدفعنا للتساؤل عن تداعياته على المعبر الحدودي الذي دشنه تبون وولد الغزاني بين تندوف الجزائرية وموريتانيا، وانعكاس ذلك على العلاقات بين البلدين.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العاقات الدولية أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أنه “من دون شك فهذا الحادث يلقي بظلاله على مسألة العلاقة بين السلطة الحاكمة في الجزائر والسلطات الموريتانية، ويعكس بأن عدم الثقة بين النظام الجزائري والنظام الحاكم في موريتانيا ليس كما يسوق لها، بل إن السلطات الجزائرية الحاكمة، ربما، تريد أشياء أخرى من موريتانيا”.
وأوضح الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “ما دام أن النظام الحكم في موريتانيا لا ينجر أمام كل الأجندة الجزائرية، ويعمل على إدارة وتدبير بعض التوازنات الإقليمية، فالنظام الحاكم في الجزائر لا يروقه هذا الأسلوب وهذه المنهجية”.
ولفت الانتباه إلى أن “موريتانيا معروفة بكون السلطة فيها لا تكون دائما بنفس الطريقة الديموقراطية المتعارف عليها، حيث أنها عرفت صراعا حول السلطة وتوجت بمجموعة من الانقلابات، وربما النظام الجزائري الحاكم يستغل هذا الوضح ويحاول إثارة بعض من هذا النوع من الأحداث، إما فعلا للإطاحة بالنظام القائم حاليا في موريتانيا، أو قد تكون بمثابة تنبيه بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الذي تريده الجزائر من السلطة الحاكمة الآن في موريتانا”.
وشدد على أن “هذا الحادث خلق أزمة ثقة غير معلنة، ولكن سيكون لها ما بعدما بعد استتباب بعض الأمور، وتمكن السلطة الموريتانية من فك بعض الشفرات”.
واستبعد الغلي أن “يكون المستقبل يتضمن نفس إيقاع العلاقات الموريتانية التي كانت مع النظام الجزائري، لسبب بسيط وهو أزمة الثقة التي ستتكرس ويمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على السلطة الحاكمة في الجزائري، بالنظر إلى الأدوار التي حاولت أن تقوم بها سواء في مالي أو النيجر أو بعض الدول الأخرى دون أن تحقق أي شيء يذكر”.