لماذا وإلى أين ؟

تفادي إحراج الدولة كان وراء إبعاد وهبي من إلقاء كلمة المغرب بمجلس حقوق الإنسان (حاجي)

لا يزال موضوع إبعاد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، عن إلقاء كلمة المغرب في أشغال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان الذي ترأسه المملكة، يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب والخلفيات.

ففي سابقة من نوعها، ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج؛ ناصر بوريطة، كلمة المغرب في أشغال الدورة المشار إليها، وذلك على عكس ما جرت عليه العادة سابقا، من كون الوزير المكلف بقطاع العدل أو حقوق الإنسان هو من يقوم بهذه المهمة.

الحبيب حاجي المحامي ورئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، يرى أن استبعاد وهبي، عن إلقاء كلمة المغرب في أشغال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان الذي ترأسه المملكة، كان سببه هو تفادي إحراج المغرب أمام المنتظم الحقوقي الدولي.

وقال حاجي في تصريح لـ”آشكاين”: “أفسر استبعاد وهبي عن إلقاء كلمة المغرب في أشغال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، بكون المملكة تفادت الاحراج من خلال مواجهتها بانتقادات من طرف الخصوم الذين يتربصون بها، بكونها (المملكة) تترأس مجلس حقوق الإنسان وفي نفس الوقت تأتي بوزير عدل يلقي كلمتها في هذا المحفل، وهو نفسه الذي كان يرأس حزبا تورطت بعض قياداته في ملفات فساد و الإرشاء و المشاركة في مسك المخدرات، و نقلها و تصديرها..”، في سياق القضية المعروفة إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء”، قبل أن يتم تجميد عضويتها.

كما أنه وهبي، يضيف حاجي، “ذهب إلى جنيف وهو يجر وراءه قضايا صنفته في خانة المعادين لحريات التعبير والصحافة، وذلك بعد تقديمه مجموعة من الشكايات القضائية ضد صحافيين وسياسيين ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، بل وزج بالبعض منهم في السجن بسبب شكايات وهبي، مثل الناشط رضا الطاوجني”.

وكان محمد المهدي بنسعيد، أحد عناصر القيادة الثلاثية لـ”البام” قد اعترف بمسؤولية هذا الأخير في القضية التي هزت الرأي العام والمتعلقة بشبكة الاتجار الدولي في المخدرات المعروفة إعلاميا بقضية “إسكوبار الصحراء”، التي يتابع فيها 24 شخصا، من بينهم مسؤولين حزبيين.

بنسعيد الذي يتولى حقيبة وزير الشباب والثقافة والتواصل، باسم “الجرار” قال إن هذا الأخير “يتحمل مسؤولية أخلاقية في قضية إسكوبار الصحراء، لأنه تمت تزكيتهم من طرف الحزب”، في إشارة لأعضاء البام المعتقلين في هذه القضية، مردفا “في هذا الاطار فتحنا نقاش جاد ومهم حول كيفية التعامل مع هذه الإشكالية واحتمال ظهور مشكلات أخرى فيما بعد”.

وأكد أن القضية المذكورة “تشكل خطرا على الحزب والدولة”، مضيفا “الإشكالية لي عشناها مع هذه القضية (إسكوبار الصحراء) كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا حنا لأنها غير عادية ولم تكن متوقعة حتى من طرف كتاب أفلام هوليود، لأن هذ الناس مذوزوش معنا القليل “، في إشارة إلى رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، ورئيس عمالة الدار البيضاء سعيد الناصري، اللذين وجهت لما تهم ثقيلة أبرزها الاتجار الدولي في المخدرات.

بنسعيد، اعترف كذلك بكون مسؤولي “الجرار فتحوا الباب لبارونات الانتخابات رغبة منهم في احتلال المرتبة الأولى في الاستحقاقات الانتخابية، مؤكدا في برنامج حواري على إذاعة “ميد راديو”، أن “فتح البام الباب للكل انطلق منذ استحقاقات 2015/ 2016، وذلك بعدما كان مؤسسو الحزب “يريدون الحفاظ على الفكرة النبيلة التي جاءت بها حركة لكل الديمقراطي”، لكن “عند الدخول للساحة السياسية بلون سياسي جديد وجدوا واقع آخر فتم فتح الباب للجميع، أطر وغير أطر”، في إشارة لما يعرف بـ”بارونات الانتخابات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x