لماذا وإلى أين ؟

هل دفعت مكاسب الأساتذة قطاعات أخرى للانتفاض في وجه الحكومة؟

يسود احتقان واسع معظم القطاعات بالمغرب، من التربية الوطنية إلى الصحة مرورا بالفلاحة، ثم الجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية ووزارة التعليم العالي وغيرها من القطاعات.

فما إن ينتهي قطاع من خوض إضراب واحتجاجات، خلال الشهور الأخيرة، حتى يظهر غليان وسط شغيلة قطاع آخر، مما أفرز دوامة لا تنتهي فيما يشبه العدوى.

وارتفعت حدة هذا الاحتقان، بمجرد أن توصلت الحكومة إلى اتفاق، أخمد لهيب شهورا من الاحتجاجات والمسيرات والاضرابات الطويلة التي كادت أن تتسبب في سنة بيضاء في قطاع التربية الوطنية.

وصارت شغيلة قطاعات أخرى ترفع نفس مطالب الأساتذة، والمتمثلة أساسا بالزيادة في الأجور وإعادة النظر في النظام الأساسي للوظيفة العمومية، وسط تساؤلات عما إذا الإستجابة لمطالب الأطر التربوية قد فتح الباب أمام توسع رقعة الاحتجاجات وانتقالها إلى باقي القطاعات.

سميرة الرايس رئيسة الاتحاد النقابي للموظفين وعضوة عن الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، زكت الربط بين استجابة الحكومة لمطالب الأساتذة وبين بروز الاحتجاجات في باقي القطاعات.

وأوضحت، في حديث لجريدة “آشكاين”، بأن أي قطاع قطاع حين يرى أن هناك استجابة لمطالب شغيلة معينة، يتساءل لماذا؟

وأشارت إلى أن “السياسية التفريقية” التي نهجتها الحكومة “غير صحيحة”، مبرزة أن المطلوب”حوار مركزي يتم عبره تناول جميع الملفات دون تمييز”.

وأكدت أن هذه السياسة جعلت كل قطاع على حدة يرفع مطالب لتسوية وضعية الشغيلة. داعية الحكومة للجلوس إلى طاولة “حوار جاد ومسؤول”، ومناقشة المطالب في عموميتها، رغم وجود مطالب فئوية تستدعي النظر فيها على مستوى كل قطاع، نظراً للخصوصية التي تميزها.

في سياق ذي صلة، ترى الرايس بأن الدور الذي تلعبه النقابات الأكثر تمثيلية، يظل “محوريا” رغم ظهور التنسيقيات. في وقت يذهب فيه متتبعين على التأكيد بأن التنسيقيات قزمت من العمل النقابي بل صارت لا تعترف به.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
بوجمعة
المعلق(ة)
7 مارس 2024 14:56

في ظل طول أمد الأزمة وتفاهم المؤشرات الاجتماعية التي منها نذكر مؤشر القدرة الشرائية للفرد ، استفحال احتياجات الأجراء يعني :
– ان التوجه الحكومي لا يأخذ بعين الاعتبار مدى خطورة وأثار مدى ترابط المؤشرات الاجتماعية بالعديد من المؤشرات الاقتصادية . فلا يمكن ان نستقر القدرة الشرائية على حالها مقابل اهمال مثلا مقياس ربط الأجور بتغيرات تكاليف المعيشة ، أو عدم اعادة النظر في نظم التغطية الاجتماعية التي لا تنتج أثرا اجتماعيا فعالا ونشيطا داخل الدورة الاقتصادية ، أو عدم سن نظام عمومي تدخلي ملموس لمراقبة العروض والاحتكار والأسعار..
– أن وثيرة سير تفاعل المؤشرات داخل الدورة الاقتصادية التي ترهن أساسا وضعية القدرة الشرائية وصل إلى حد التوقف بسبب غياب النشاط الاقتصادي التوازني الذي يوكل للطبقة المتوسطة والتي طوقت بسبب حجم الديون لديها وبسبب معدلات فوائد بنك المغرب وسماسرة مؤسسات القروض..
– أن خنق دوران السيولة والكتلة النقدية والزيادة في الاجور والمعاشات بهدف الضغط على الطلب فاقم وثيرة إفلاس الشركات المتوسطة والصغيرة كاهم مصدر للتشغيل ومعها حالة القدرة الشرائية.و..و. وشكرا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x