لماذا وإلى أين ؟

وفاة سفيان تجُر مسؤولي مستشفى الرازي بطنجة إلى القضاء

وجهت أسرة شاب توفي في ظروف غامضة بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بمدينة طنجة، شكاية مباشرة للنيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها، ضد إدارة المستشفى المذكور، والمسؤولين به على وفاة ابنهم الذي كان نزيلا بالمستشفى.

وحسب نص الشكاية الذي اطلعت “آشكاين” على نسخة منها، فإن أسرة الشاب تلتمس من النيابة العامة “فتح بحث قضائي مع كل الأطراف والأشخاص المسؤولين فعلا بصفة مباشرة عن وفاة فلذة كبدها المرحوم سفيان و. يوم 2023/06/10 والذي كان يعالج من الإدمان بمستشفى الرازي لبني مكادة بطنجة”.

وتضيف الشكاية، أن الشاب المتوفى “كان يوم 2023/06/09 في صحة جيدة بل كانت الإدارة قد شغلته مع باقي النزلاء في نقل أثات أسرة المرضى الجديدة من مخزن المستشفى إلى جناح الرجال الذي تم إصلاحه ولنا شهود على ذلك منهم رئيس الجمعية الجهوية للقصور النفسي والعقلي”.

وأكدت الشكاية، أن والدة الشاب “زارته يوم 2023/06/09 فكان في صحة جيدة؛ فإذا بها تتفاجئ يوم 2023/06/10 بالشرطة تخبرها أنه قد وافته المنية … وهو ما يقتضي فتح بحث قضائي دقيق مع كل الأطراف المسؤولة بهذا المستشفى من المدير ومساعديه من أي مستوى والممرضين والممرضات الذين هم مسؤولون، والحراس والاستماع إلى كل الشهود وإفراغ صور وتسجيلات الكاميرات الموجودة في قاعة النوم وقاعة الاستقبال والمطعم وجنبات المستشفى، والمسؤول عن التشويش على الصور ومساءلة الكل عن تقصيره وإهماله في القيام بواجبه المنوط به خلال تلك الليلة”.

وفي تفاصيل خطيرة، أوردت الشكاية، أنه حسب “علم الأسرة من النزلاء الذين كانوا يتواجدون في نفس الغرفة فإن الشاب قضى الليلة وهو يعتصر من شدة الألم وهو يصارع الحياة، ولا من ينقذه إلى غاية الساعة 9 والنصف صباحا حسب شهادة الطبيب المعالج، وكأننا في غابة وليس في مرفق عام صحي له إدارة وطواقم تسهر على تسييره وتتقاضى راتبها من ضرائب تؤديها لخزينة الدولة”.

وأوضحت الشكاية، أن الأسرة توصلت بعد وفاة ابنها، بشهادة الوفاة “يشهد فيها الطبيب بالوفاة دون ذكر السبب ويضع علامة بوجود عائق صحي شرعي دون توضيح. وهو ما اقتضى إحالة الجثة على الطبيب الشرعي التابع لبلدية طنجة للقيام بالتشريح على الجثة التي أظهرت أن الوفاة غير عادية، ومباشرة تمت إحالة القضية للتحليل من طرف المعهد الوطني التابع لوزارة الصحة”.

وأوضحت الشكاية، أن تحاليل المعهد الوطني أكدت على “اكتشاف وجود مادة كيميائية طبية من فصيلة البنزوديازبين في أحشاء المرحوم المتوفي نتيجة ذلك. وأيضا وهذا هو الخطير اكتشاف مادة كيميائية طبية تسمى الميثادون في أحشاء المرحوم وهي من فصيلة المواد المخدرة الأفيونية …. وهي سبب الوفاة”.

وأشارت الشكاية، إلى أن “الشرطة القضائية المختصة يجب أن تبحث بتعليمات من النيابة العامة، في من أعطى هذه المادة للمرحوم المتوفى ظلما وكيف دخلت إلى المستشفى المحروس بالكاميرات والحراس الغلاظ الشداد والممرضين والممرضات الذين لا يتركون النملة تمر، تحت إشراف أطباء يكتبون كل الأدوية التي تسلم للمرضى مع تحديد أوقات تناولها”.

وتسائلت أسرة الشاب عبر شكايتها، عن “المسؤول عن وفاة فلذة كبدها المرحوم سفيان و. وسط ظروف وصفوا جزءا منها … متمنية أن تقوم الشرطة بالبحث في كل ظروف الوفاة من داخل قاعة النوم التي توفي فيها المرحوم إلى رأس الإدارة .. مع الاستعانة بشهادة النزلاء الذين لا زال بعضهم يقيم بالمستشفى”.

وتجدر الإشارة، إلى أن حالة الشاب سفيان ليست الأولى بالمستشفى المذكور، حيث سجلت عدة حالات وفيات غامضة فيما سبق، حيث تقدمت سيدة أخرى بمدينة طنجة لشكاية لدى النيابة العامة تطالبها بفتح تحقيق في أمر “حادث” غريب تعرض له ابنها داخل المستشفى المذكور، تسبب في دخوله في غيبوبة، بتاريخ الخميس 20 يوليوز 2023.

ليس هذا وحسب، بل أن التحقيقات لازالت جارية حول حريق مهول أتى على قسم مبيت النزلاء، يوم الأربعاء 6 مارس الجاري، وتسبب في وفاة أربع نزلاء. وفيما أشارت مصدر متطابقة أن نزيلا أضرم النار في سريره، وانتشرت النيران في باقي الأسرة، لازالت التحقيقات جارية في حيثيات وتفاصيل الواقعة. إلا أن هناك أكثر من علامة استفهام حول كيفية تمكن النزيل المذكور من إضرام النار، وتدابير المراقبة التي تعتمدها إدارة المستشفى للنزلاء الذي بعضهم خطير ومدان في قضايا جنائية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
8 مارس 2024 22:24

في طنجة يعلم الجميع أن مستشفى الرازي ليس إلا معتقل تحت إشراف طاقم يفترض انه طبي!!
كما ان كثرة حالات الوفيات في السنوات الاخيرة كانت دافعا ملحا للتقصي و وضع هذه المؤسسة تحت المجهر..حيث ان توجه هذه الأسرة للقضاء يؤكد بالملموس تقصير الجهات الوصية على القطاع في التحرك و التقصي و استجلاء المسؤوليات!!
لكن و حتى نكون موضوعيين و مجحفين في حق بعض أطر واطباء هذا المرفق خصوصا جناح النساء حيث ان الكل يجمع على وجود رغبة و عمل جاد رغم ضعف الاعتمادات و ضيق الجناح و تهالك معداته في مدينة مليونية!!
و لن نقف على جهة دون اخرى فالمغرب و باحصائيات رسمية تقارب نسبة من يعانون مشاكل نفسية %50 فما يعرفه هذا المستوصف هو نتاج طبقة سياسية ضعيفة و بعيدة عن الجانب الاجتماعي و التنموي للمدينة …لأنها طبقة همها الأسمنت!!

متتبع
المعلق(ة)
8 مارس 2024 20:15

المدمنون يصعب مراقبتهم واعتقد ان الموت بيد الله لكن الاسباب غالبا ما تكون المخدرات هي السبب في الوفاة لذلك وجب التاكد قبل القاء التهم يمينا ويسارا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x