لماذا وإلى أين ؟

مدرب وخبير تغذية يبسط طرق ممارسة الرياضة والحمية السليمة في رمضان

يعرف شهر رمضان تغيرا جدريا في الروتين اليومي للأفراد، وتأتي الرياضة والتغذية على رأس تغير العادات المغربية في شهر رمضان، حيث يتساؤل الكثيرون حول الطرق السليمة لممارسة الرياضة خلال الصوم، وسبل الحمية الغذائية السليمة أيضا.

ومن أجل مناقشة الموضوع، ارتأت “آشكاين” أن تستضيف في فقرة “ضيف الأحد” لهذا الأسبوع، عبد الحميد الوهابي، مدرب لياقة بدنية و مختص في التغذية.

إليكم نص الحوار:

بداية، هل تنصح بممارسة الرياضة في رمضان، وما الوقت المناسب للحصص الرياضية قبل أم بعد الإفطار ؟

بالنسبة لي رمضان هو أفضل فرصة للبداية، هو شهر مناسب لأي شخص لممارسة الرياضة لأن نمط الحياة فيه سبحان الله يتغير نحو الأفضل، وطبعا يمكنك فيه أن تبني عادات جديدة جيدة بسبب الأجواء المساعدة في رمضان، وكما قلت رمضان هو فرصة لأول خطوة في عالم الرياضة والصحة، فالله عز و جل فرض علينا الصيام في رمضان و كما نعلم أن للصوم فوائد كبيرة لأجسامنا منها التخلص من السموم التي ترامكت داخل جهازنا الهضمي طيلة السنة، وضبط مستويات الضغط و السكر، لهذا أنصح بأن تبدأ الرياضة في هذا الشهر المبارك، وطبعا الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن لابد من الإستشارة مع الطبيب.

أما فيما يتعلق بالوقت المناسب للرياضة، فهو سؤال يتكرر كل سنة و كثرت الإجابات حوله لدرجة أن الباحث عن الجواب يشوش أين الجواب الصحيح. الأمر حسب تجربتي وبخلاصة وهي أيضا قاعدة بسيطة، وهي

“إذا كنت تريد إنقاص الوزن يفضل أن تمارس الرياضة في رمضام قبل الإفطار و إذا كان هدفك زيادة الوزن فينصح بالرياضة بعد الإفطار” . لكن الجواب الحقيقي لسؤالك، يتعلق بنمط حياتك و قدرتك، وهل يسمح وقتك سواء دراسة أو عمل مثلا أن تمارس الرياضة ليلا ؟ و هل لك القدرة على الرياضة و أنت صائم ؟، يعني أساسا فأنت من ستجيب نفسك.

ما هي الوجبات أو الأطعمة التي تنصح بتجنبها في رمضان ؟

ما أخشاه على الناس في رمضان هو السكريات الكثيرة، لنعلم أن السكريات الكثيرة التي نقوم بأكلها مباشرة بعد الصيام تقوم بإضرار جسمنا بشكل كبير، و قد يتسبب في احتمال الإصابة بالسكري بسبب الإرتفاع المفاجئ للأنسولين، و كذلك الدهنيات الغير الصحية الكثيرة في موائدنا التي حتما سنندم لاحقا على الإكثار منها.

سأكون مجحفا إن قلت أن علينا الإبتعاد تماما عن الحلوى، كالشباكية وباقي الأكلات التي تعرفها موائدنا في هذا الشهر الكريم، وإن كان تركها هو الصحيح، لكن نظرا لإستحالة ذلك أحيانا، فعلى الأقل أن نقلل من استهلاكها وعوض أن آكل مثلا خمس حبات مثلا يمكن الإكتفاء بواحدة أو اثنتين لتقليل الضرر. لكن الشيء الذي لا نقاش فيه هو أن السكر الأبيض سم قاتل، وعلينا الابتعاد عنه ما استطعنا.

كيف يمكن استغلال رمضان لاتباع حميات غذائية للتخسيس؟

رمضان كما سبق أن ذكرت هو الفرصة المناسبة لمن هدفه إنقاص الوزن، فغالبية الوقت نكون صائمين و لدينا وقت قليل للأكل بين الفطور و السحور، وهذا مناسب جدا لأننا ليس لدينا متسع من الوقت للأكل الكثير، و هذا في صالحنا لأن القليل من الأكل يعني أن جسمنا تلقائيا يقوم بإنزال الوزن. خاصة إذا لم نأكل بشراهة في هذا الحيز الزمني الصغير و قمنا بتنظيم أكلنا واستبدال المأكولات المصنعة المليئة بالسكريات الضارة و الدهنيات الغير الصحية، بأكل صحي و ممارسة الرياضة. فالعديد من الدراسات، أكدت أن الصيام من أحسن الطرق للإنزال الوزن و حرق الدهون.

ختاما، ما هي أهم النصائح التي تقدمها للقراء من باب خبرتك في التغذية وبناء الجسم؟

كمدرب رياضي وانطلاقا من عملي في هذا المجال و تعاملي مع عدة أشخاص لهم أهداف مختلفة، بين من يريد إنزال الوزن أو التخلص من البطن أو زيادة الوزن وبناء العضلات. كل هذا أكسبني القليل من الخبرة في هذا المجال، وأستطيع أن ألخصها لكم في بعض نصائح الأساسية. أولها عليك الإهتمام بجسمك و صحتك فهي أمانة من الله عز و جل سيحاسبك عليها. ثم إن مارس (ي) أي نوع من الرياضة مهما كان سنك فالرياضة لا تعترف بمنطق الأعمار، وإذا كان هدفك نقصان الوزن لا تقم بحرمان نفسك من الأكل وتجويع نفسك، لأن هذا سيضرك أكثر مما سينفعك، بل كل أكلا صحيا مع الإكثار من شرب الماء و قم بممارسة رياضة المشي متى ما استطعت وستبهرك النتيجة حتما.

كما أنصح الجميع، بعدم تغيير نظام حياتهم بين ليلة و ضحاها، لأنهم سيعودون حتما لعاداتهم القديمة، بل قم بالتغيير تدريجيا و قم ببناء عادات جديدة و مع الوقت ستجد نفسك تغيرت نحو الأفضل. وعند بداية أي حمية غذائية، أنصح بعدم التوقف عن تناول الملح لأن هذا خطأ. كما أنه ليس هناك منتوج يمكن شربه أو دهنه من أجل حرق الدهون ونحت عضلات البطن، بل هذه المنتوجات هي عادة من أجل النصب، فلا تكن ضحية لمثل هذه الإعلانات، فدهون البطن تزول بالإلتزام بنظام غذائي صحي و بممارسة الرياضة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
باسم
المعلق(ة)
11 مارس 2024 01:15

شكرالكم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x