لماذا وإلى أين ؟

هل تهدد زيارة تبون إلى باريس التقارب المغربي الفرنسي بعد الأزمة الصامتة؟

وافق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أخيرا على زيارة رئيس الجزائر؛ عبد المجيد تبون، إلى فرنسا في زيارة رسمية، تأجلت مرات عدة، قبل أن يقبل قصر الإليزيه هذه الخطوة بعد اجتياز مرحلة الأزمة الصامتة مع المملكة المغربية نسبيا.

تجاوز الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا؛ أكدته عدد من المؤشرات منها استقبال الملك للسفير الفرنسي بالرباط واستقبال ماكرون السفيرة المغربية بباريس، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي للرباط واستقباله من طرف نظيره المغربي؛ ناصر بوريطة، والإتفاق على تبادل زيارات الوزراء؛ وهو ما تم خلال حضور وزير الفلاحة المغربي معرضا بفرنسا واستقباله من طرف نظيره الفرنسي الذي وافق على التقاط صورة أمام خريطة المغرب كاملة.

وأمام المعطيات المشار إليها، تطرح أسئلة حول زيارة رئيس الجمهورية الجزائرية المعروفة بدعهما لمشاريع الإنفصال بالمنطقة، إلى باريس، هل تهدد التقارب المغربي الفرنسي بعد الأزمة الصامتة أو على الأقل ستشوش عليه؟

في هذا الإطار، يرى الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، البراق شادي عبد السلام، أن “صانع القرار السياسي والديبلوماسي في الإليزيه مطالب بفصل مسار الرباط ـ باريس عن باقي المسارات الإقليمية وعدم ربط نتائج التقدم المرتقب في العلاقات الثنائية مع المغرب بحلحلة الملفات الإقليمية المطروحة في الصحراء الكبرى والساحل كتفشي ظاهرة الإرهاب والهجرة والتغيرات المناخية ودعم الجماعات الإنفصالية والإرهابية”.

البراق شادي عبد السلام ج خبير دولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع

وقال البراق في تصريحه للصحيفة الرقمية “آشكاين”، إن المقاربات المطروحة تختلف بين “المقاربة المغربية الشاملة المرتكزة على الرؤية الملكية المبنية على دعم الإنسان الإفريقي وتطوير قدراته وتعزيز إمكانيات ولوجه إلى المنتديات التنموية الدولية كالمبادرة المغربية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى الأطلسي، والمقاربة الجزائرية التي تنهل من قاموس العداء الأقليمي والهيمنة البومدينية الإقليمية عبر دعم الجماعات الإرهابية والإنفصالية وتهديد الأمن القومي لدول الجوار عن طريق التحرشات المتواترة بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وعن زيارة تبون إلى الجزائر، يوضح المتحدث أن “المملكة المغربية من خلال عقيدتها الديبلوماسية الواضحة والمسؤولة تنظر بعين العطف لكل المبادرات الديبلوماسية الإقليمية التي تخدم مصالح الشعوب المغاربية؛ والأكيد أنها لن تعارض أي تقارب فرنسي ـ جزائري طالما أنه لن يكون على حساب المصالح المغربية، وبشكل أدق السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية”.

ويفسر الخبير في إدارة الأزمات، بأن المغرب من خلال سياسة اليد الممدودة أمام كل الدول الإقليمية؛ وخاصة مع الجزائر، فإنه “يضع صانع القرار السياسي في الإليزيه في مفترق طرق حقيقي، إما دعم الجهود المغربية لتعزيز التنمية المستدامة خدمة للشعوب المغاربية والإفريقية والانخراط بشكل جدي في دعم المبادرات المغربية أو الانضمام لمحور الشر الإقليمي الذي تتزعمه الجزائر والذي يهدف إلى تقسيم الدول وزرع الفتنة ودعم الحركات الإنفصالية والميليشيات الإرهابية”.

وخلص البراق للتأكيد على أن زيارة تبون إلى فرنسا لها رهانات داخلية أكثر منها خارجية، فـ”النظام الجزائري يعاني من تصدعات داخلية كبيرة وخطر إنهيار وشيك بسبب الأزمة الإجتماعية وسوء التدبير وغياب الحكامة والرؤية الإستراتيجية في تدبير الشأن الإقتصادي، ما ستؤدي لموجة غضب مجتمعي وشيك في الجزائر”، لذلك يقوم هذا النظام يضيف المتحدث، “بتسخين جبهات المواجهة الممكنة أمامها بتهديد الإستقرار الإقليمي والبحث على ممرات ديبلوماسية آمنة كزيارة تبون إلى باريس حيث سيتم تناولها من طرف الإعلام الجزائري على انها إنتصار ديبلوماسي وفتح سياسي لنظام يعيش عزلة”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

3 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
MRE de Montpellier
المعلق(ة)
14 مارس 2024 20:16

les Figures Patibulaires des galonnés de notre voisin de l’Est est très graves car ils pensent que si MAMAFRANSA leur colonisateur de 132 ans reconnait le Sahara du Sud Marocain ils vont se pendre un après l’autre Macron il joue avec le feu il marche sur des oeux

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x