لماذا وإلى أين ؟

حزب تونسي: التقارب بين تبون وسعيد وبال على تونس ولهذا اخترنا المغرب لانطلاق حملتنا الإنتخابية (حوار)

كشف رئيس حزب أكال التونسي؛ سمير النفزي، عن الأسباب التي جعلت مكونات حزبه تختار المملكة المغربية من أجل إعلان الترشح لرئاسة تونس خلفا للرئيس قيس سعيد؛ عبر ندوة صحفية ستنظم في شهر يونيو المقبل، وتدشين حملته الإنتخابية لرئاسيات الجمهورية التونسية من المملكة المغربية، بين الجالية التونسية، ومنها سيعلن عن برنامجه الإنتخابي.

كما تحدث النفزي في حوار خاص مع الصحيفة الرقمية “آشكاين”، عما تشهده العلاقات المغربية التونسية من جمود في فترة الرئيس قيس سعيد، معتبرا أن النظام الجزائر يتحكم في الرئيس التونسي بسبب الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد.

كما يحتوي الحوار أسفله عن وجهة نظر حزب أكال التونسي إلى العلاقات التونسية الجزائرية في الوقت الراهن، والأسباب التي جعلت التقارب بين النظامين يتقوى.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية، كيف تقيم العلاقات المغربية التونسية منذ استقبال قيس زعيم “البوليساريو”؟

أعتقد أن العلاقات المغربية التونسية منذ استقبال قيس سعيد لزعيم المتمردين (البوليساريو) إلى اليوم وهي في أسوء ما يكون، وليست هناك أية مؤشرات حول قرب انفراج الأزمة التي تشهدها هذه العلاقات، خاصة أن المتسبب الرئيس في هذا الموضع هو النظام العسكري المستبد بالجزائر، باعتبار أنه هو من أوقع قيس سعيد ومن خلاله تونس في هذا الفخ.

قيس سعيد ذهب بالعلاقات الدبلوماسية المغربية التونسية إلى الأسوء، ونحن في حزب أكال نرى أن الأزمة التي أسفر عنها هذا الخطأ الإستراتيجي؛ المتمثل في الإساءة للعلاقات التاريخية بين المغرب وتونس من طرف قيس سعيد بإيعاز من الجزائر، يمكن أن تستمر.

طيب، ذكرت العلاقات التونسية الجزائرية، وهنا يرى البعض أن تونس أصبحت تابعة لنظام الجزائر في فترة قيس سعيد، فكيف ترون ذلك؟

في مرحلة قيادة قيس سعيد لتونس؛ ليست هناك تبعية للجزائر؛ وإنما هناك إذعان لبعض إملاءات العسكر في الجزائر، بسبب تأثير التيار العروبي في تونس

سمير النفزي ــ رئيس حزب أكال التونسي

على الرئيس؛ الذي يرى في نظام الجزائر امتداد لهذا الفكر وهذا التوجه، كما أن النظام في الجزائر يستغل ضعف الإقتصاد التونس والأزمة الإقتصادية، المالية والإجتماعية التي تشهدها البلاد؛ للضغط على تونس لجني مكاسب سياسية في تونس والتدخل في خياراتها؛ ومنها علاقاتها الخارجية.

لا يمكن نفي أن هناك تبعية نظام قيس سعيد للجزائر في الفترة الراهنة، لكن في الحقيقة الرئيس التونس في وضع أشبه بعزلة دولية وإقليمية؛ فلا يمكنه إلى الذهاب في خيار الجزائر، وهذا ما تستغله هذه الأخيرة من أجل عزل المملكة المغربية عن طريق احتواء الجمهورية التونسية من باب الحاجة الإقتصادية والمالية.

في حقيقة الأمر، النظام الجزائر هو أكبر نظام مخرب وعدو لتونس، ومثال ذلك؛ أن تدفق المهاجرين من جنوب الصحراء إلى تونس بشكل كبير تشرف عليه المخابرات الجزائرية، كما أن المخدرات التي تدخل الأراضي التونسية هي بفعل مخابرات العسكر، واختراق الحدود التونسية من طرف الجماعات الإرهابية هو بفعل الطرف ذاته.

يجب أن لا ننسى كذلك أن المخابرات الجزائرية هي من دبرت محاولة الإنقلاب على نظام الحبيب بورقيبة. فلا يمكن تزوير التاريخ أو نفيه، وبالتالي فالنظام العسكري في الجزائر المستولي على مقدرات الشعب وعلى أراضي الأجوار هو أكبر عدو ويكن حقد لتونس ويسعى لتخريبها، وربما أن تقارب تبون وقيس سعيد هو قرب نهايتهما وأنظمتهما السياسية.

وأخلص إلى أن التقارب بين تبون وقيس سعيد هو وبال على تونيس في المقام الأول وعلى مستقبل علاقاتها الدولية وإعماء وإغفال الدولة التونسية عن مصالحها الإقليمية ومصالحها الوطنية وقطع أحد أهم أجزاء الجسم المغاربي المتمثل في المملكة المغربية التي تعتبر حجر الزاوية في بناء الإتحاد، وأؤكد أن لا مستقبل لتونس في تقارب قيس سعيد مع تبون.

في موضوع آخر، ما خلفيات اختياركم المغرب لإطلاق حملتكم الانتخابية؟

اختيارنا للمملكة المغربية لانطلاق حملتنا الإنتخابية بخصوص رئاسيات تونس خلال شهر أكتوبر المقبل، هو قرار مدروس، وينبني على عدة أسباب منها السياسية بالأساس؛ على رأسها أن مرجعية حزبنا أمازيغية والمملكة المغربية تعتبر الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي يتمتع فيها الأمازيغ بمجال للحقوق والحريات الإقتصادية والثقافية والسياسية ما لا يتوفر لبقية الأمازيغ في بقية دول المنطقة.

كما أن اختيار المغرب لانطلاق الحملة الإنتخابية منها؛ هو تعبير عن انحيازنا السياسي في حزب أكال إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة الشقيقة، بشكل أكثر حميمية وأكثر تواصلا من أجل تدارك ما فاتنا من الزمن الذي قطعت فيه أوصال الجسم المغاربي.

واختيارنا للمغرب؛ هو ببساط لأنه منا ونحن منه، وهذا ما نعتبره رابط الصلة القوي الذي جعلنا نفكر في إطلاق حملتنا الإنتخابية بمناسبة الإنتخابات الرئاسية بتونس من المملكة المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x