البرلماني الذي نَغَّصَ فرحة المغاربة بالمونديال وكان مصيره السجن (الحلقة 6)

شن المغرب، طيلة حوالي ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، حملة تطهير واسعة على المفسدين وناهبي المال العام، مما زج بشخصيات وازنة، خصوصا في الحقل السياسي، وراء القضبان.

جريدة ”آشكاين” ترصد عبر سلسلة حلقات، طيلة شهر رمضان، أهم أبرز الشخصيات التي قادها شجعها إلى ارتكاب جرائم فساد، لتجد نفسها وراء القضبان، وذلك تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة التي طالما أصر عليها الملك محمد السادس في العديد في من خطاباته.

”مسؤولون في السجون ” سلسلة رمضانية ترافق قراء ومتتبعي جريدة ”آشكاين”، تسلط الضوء طيلة أيام هذه المناسبة الدينية على أسماء مسؤولين، كان مصيرهم السجن بسبب المساس بالمال العام أو الرشوة.

الحلقة 06: البرلماني الذي نَغَّصَ فرحة المغاربة بالمونديال وكان مصيره السجن

في الوقت الذي ينتشي فيه عموم المغاربة ببلوغ أسود الأطلس نصف نهائي كأس العالم قطر، لأول مرة في التاريخ؛ تجد من المسؤولين من يبحث داخل هذه الأفراح، ليعكرها بفضائح، جريا وراء المال.

حين قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، توزيع قرابة 13 ألف تذكرة على الجماهير المغربية العريضة، لحضور نصف نهائي كأس العالم بين المنتخب المغربي ونظيره الفرنسي؛ هناك من المسؤولين من يتربص بهذه المبادرة التي لاقت استحسانا جماهيريا واسعا، كي يبحث وسطها عن الربح، واضعا مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، ولو على حساب السمسرة في هذه التذاكر المجانية وإعادة بيعها في السوق السوداء.

إنه حال البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار، ورئيس أولمبيك أسفي، الذي يقضي عقوبة سجنية على مشارف الانتهاء بسجن عكاشة، بعد إدانته ابتدائيا بالحبس 18 شهرا قبل أن تقرر محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تخفيف الحكم الابتدائي، ليقتصر على 8 أشهر نافذا فقط، على خلفية ما عرف بـ ”فضيحة تذاكر المونديال”.

وكان البرلماني الحيداوي قد اعتقل يوم 26 من شهر يوليوز الماضي، على خلفية فضيحة التلاعب في تذاكر المونديال بتهمة التورط في فضيحة إعادة بيع تذاكر كأس العالم في قطر.

وتمت متابعة البرلماني النافذ في أسفي، إضافة إلى منشط بإذاعة خاصة، بتهمة “الاحتيال والمشاركة” في فضيحة إعادة بيع التذاكر في السوق السوداء في العاصمة القطرية، وبسعر مرتفع جدا.

وكان محمد الحيداوي ضالعا في هذه الفضيحة كما يتضح من التسجيلات الصوتية التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار غضبا كبيرا بين المغاربة.

قبل يوم من صدور الحكم الاستئنافي ضده، أي يوم 26 دجنبر 2023، قررت المحكمة الدستورية تجريد الحيداوي من صفته البرلمانية، ولو أن الأمر لا علاقة له بالفضيحة، بل بطعن تقدم به منافس له في الانتخابات، بكون الأخير صدر ضده حكم نهائي في قضية اصدار شيك بدون رصيد.

فوزي لقجع، وصف خلال اجتماع للمكتب المديري للجامعة، سماسرة التذاكر المجانية بـ ”البؤساء”، متوعدا، في ندوة صحفية بعد ذلك بــ ”إنهاء النشاط الرياضي” للمتورطين.