2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أقدم حزب “الأصالة والمعاصرة” على تجميد عضوية البرلمانيين، الحبيب بن الطالب وصفية بلفقيه، وإحالة ملفهما على اللجنة الحزبية المختصة في التحكيم والأخلاقيات.
وكان ملفتا في بلاغ المكتب السياسي للحزب، تبريرات الحزب للقرار، حيث عزا هذا التجميد إلى ما وصفه خلفية “تقارير حزبية عن مخالفات تنظيمية مسترسلة قام بها البرلمانيان، وتعمدهما عدم القيام بواجباتهما المنصوص عليها داخل القانون الأساسي للحزب، وعدم الامتثال لقرارات مؤسساته، ومقاطعة الأنشطة الرسمية للحزب دون مبرر، وعلى رأسها فعاليات المؤتمر الوطني الخامس، وتماديهما في عقد تحالفات مع أحزاب أخرى خارج ما هو مقرر من أجهزة الحزب”.
و وصفت مصادر حزبية من داخل حزب “الجرار”، تحدثت لـ”آشكاين”، هذا القرار بـ”المفاجئ وغير المفهوم”.
وقال مصدر مقرب من البرلمانية صفية بلفقيه، إن “أسباب تجميد عضويتها غير واضحة لحدود الآن”، مشيرا إلى أن “صفية مازالت مصدومة من قضية أبيها عبد الوهاب بلفقيه، ما يعني أن هذا التجميد حق أريد به باطل”.
مصدرنا الذي فضل عدم كشف هويته للعموم، أعرب عن “تفاجئ مناضلي الحزب بوادنون عموما بهذا القرار الذي مازال غامضا”.
وعن سؤال “آشكاين” عما جاء في بلاغ التجميد بكون القرار جاء بسبب “التمادي في عقد تحالفات مع أحزاب أخرى خارج ما هو مقرر من أجهزة الحزب”، أكد مصدرنا أن
“التحالفات غير معنية بيها صفية بلفقيه، ولكن ربما المقصود به هو لحبيب بن الطالب، باعتباره العمود الفقري للحزب في مراكش، وقد يكون القرار ناتجا عن خلاف بينه وبين قيادة الحزب”.
ولفت المصدر ذاته الانتباه إلى أن “الظاهر من قرار التجميد هو أن الحزب لديه خلاف مع الطرف الآخر (يقصد بن الطالب) وأقحموا معه صفية بلفقيه، والأخيرة ليست لها أي علاقة بما أثير بعلاقات مع أحزاب أخرى”.
وفي ما يتعلق بعدم الحضور لأشغال المؤتمر الخامس، أكد المصدر ذاته أن “الغياب من عدمه قد يكون ناتجا عن ظروف معينة، وهو ليس سببا”، منبها إلى أنه “حتى لو كان الغياب فإن صفية حالة خاصة، لأن ما قام به الحزب مع أبيها ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن تمحيه في شهر أو شهرين أو عام أو عامين، ولو كان الحزب يفهم فلم يكن عليه أن يذكر صفية بالمطلق”.
من جهة أخرى، كان صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، قد أوضح في تصريح سابق لـ”آشكاين”، أن طرد الحبيب بن الطالب وصفية بلفقيه، راجع “لعدم حضور المعنيين للمؤتمر الأخير للحزب، كما أنهما قاطعا جميع أنشطة ”البام””، وهو ما اعتبره أبو الغالي ”عدم وانضباط والتزام” يقتضي تجميد عضويتهما”، وفق تعبيره.
يشار إلى أن روح الراحل عبد الوهاب بلفقيه قد خيمت على أشغال المؤتمر الخامس لحزب “الأصالة والمعاصرة”، التي انطلقت عصر يوم الجمعة 9 فبراير 2024، حيث تساءل أعضاء من المؤتمرين الممثلين لجهة كلميم واد نون، خلال أشغال جلسة المناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، عن أسباب عدم ذكر التقرير الأدبي لسحب التزكية من بلفقيه، التي كان قد منحها إياه وهبي من أجل التنافس على منصب رئيس مجلس الجهة.
يذكر أن الراحل عبد الوهاب بلفقيه كان قد حصل خلال الاستحقاقات الانتخابية لـ9 شتنبر 2021 على 12 مقعدا متصدرا الانتخابات الجهوية، تلته بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار بـ10 مقاعد، فيما تفرقت باقي المقاعد على تنظيمات مختلفة.
وفي لحظات استعداده لنيل رئاسة الجهة، سحبها منه الأمين العام لحزب “البام” آنذاك، عبد اللطيف وهبي، ليقرر(بلفقيه) اعتزال العمل السياسي بصفة نهائية، قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة في غرفة نومه.
ورجح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بكلميم فرضية انتحار عبد الوهاب بلفقيه ببندقية صيد. وشدد بلاغ للنيابة العامة في الموضوع على أن الأبحاث لازالت جارية في هذا الشأن، متواصلة للكشف عن ظروف وملابسات هذا الحادث، و”ستعمل النيابة العامة على ترتيب الآثار القانونية على ضوء ما ستسفر عنه نتائج الأبحاث التي تشرف عليها”.
