2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بُعثت إليهم من حيت لا يحتسبون، بعدما اعتقدوا أن أعمالهم ستمر بردا وسلاما على المشاهدين ولن يطالها سوى الجدل القديم/الجديد حول “حموضة رمضان” والذي لا يزيدها إلا انتشار في انتشار.
إنها “الكالة” الكوميديا الأخيرة للدكتور محمد باسو، والذي “شّرح وملح” من خلالها بعضا من الواقع المسكوت عنه في الكثير من المؤسسات والإدارات ومرافق الحياة المغربية.
“الكالة”، والتي تعني بلسان عربي فصيح “الوسيط/المتلاعب/النافذ/ الفاسد/المحتال .. ” هو عمل ينتمي إلى الكوميديا السوداء، حقق انتشارا سريعا وواسعا بين المتتبعين والمتتبعات، وحصد، في وقت قياسي، ملايين المشاهدات ، وتربع على قمة “الطوندونس” المغربي وبأقل التكاليف، متفوقا على أعمال أنتجت بملايين الدراهم.
لم تفضح “الكالة” فقط واقعا مُعاشا داخل عدد من المؤسسات والإدارات وأساليب يُعمل بها في الكثير من الأحيان لتفويت صفقات والتحايل على القانون وغيرها من أساليب الفساد الإداري والمالي، بل فضحت واقع الأعمال التي تسمى جزافا “فنية”، والتي تقتنيها القنوات العمومية بملايين الدراهم، خصيصا للعرض في شهر رمضان الكريم، حيت تكون نسبة مشاهدة التلفاز مرتفعة، ولا تحقق إلا ملايين الانتقادات.
“الكالة” فضحت الأعمال التي تمر في تلفزيوننا بـ”الكالة”، وفضحت وكالات إنتاج كل رأس مالها “كالة” يده طويلة داخل إدارة أو مؤسسة عمومية تضمن لها شراء منتوجها بالملايين، من طرف مؤسسات ممولة بالمال العام، مهما كانت درجة حموضته وتفاهة محتوياته.
“الكالة” لخصت كل الحكاية وشخصت الداء المنتشر في إداراتنا ومؤسساتنا وبين صفقات اقتصادنا ودواليب سياسيينا وتلفزاتنا.. إلخ، فهل سيسارع من يهمهم الأمر بتقديم الدواء لعلاج هذا الوضع أم سيتمر “الكالة” في التغلغل ويلد لنا “كالات”؟
اذا كانت قنوات الصرف الصحي بالإضافة لاعتمادات التمويل الرسمية تستفيد من اقتطاعات على فواتير الماء و الكهرباء اي من المواطن..
فهل لا توجد طريقة لمقاضة هذه القنوات على ما تقوم من تبذير للمال العام و قطع ما يقتطع من فواتيرنا عنها!!
انا لا أشاهد هذه المزابل و لا تشرفني كمواطن مغربي فلماذا ارغم على تمويلها؟؟
إذا أبعدنا “الكالة ” ومشتقاتها سننافس اليابان !!!
الله يعطيه الصحة، و الله يحفضو من أعداء النجاح و المتربصين و أصحاب الشكايات
تحية للدكتور محمد باسو الفنان الكوميدي الذي أعتقنا من رداءة ما تقدمه قنواتنا العمومية..