لماذا وإلى أين ؟

“الكالة” تهدم لهم الحفلة

بُعثت إليهم من حيت لا يحتسبون، بعدما اعتقدوا أن أعمالهم ستمر بردا وسلاما على المشاهدين ولن يطالها سوى الجدل القديم/الجديد حول “حموضة رمضان” والذي لا يزيدها إلا انتشار في انتشار.

إنها “الكالة” الكوميديا الأخيرة للدكتور محمد باسو، والذي “شّرح وملح” من خلالها بعضا من الواقع المسكوت عنه في الكثير من المؤسسات والإدارات ومرافق الحياة المغربية.

“الكالة”، والتي تعني بلسان عربي فصيح “الوسيط/المتلاعب/النافذ/ الفاسد/المحتال .. ” هو عمل ينتمي إلى الكوميديا السوداء، حقق انتشارا سريعا وواسعا بين المتتبعين والمتتبعات، وحصد، في وقت قياسي، ملايين المشاهدات ، وتربع على قمة “الطوندونس” المغربي وبأقل التكاليف، متفوقا على أعمال أنتجت بملايين الدراهم.

لم تفضح “الكالة” فقط واقعا مُعاشا داخل عدد من المؤسسات والإدارات وأساليب يُعمل بها في الكثير من الأحيان لتفويت صفقات والتحايل على القانون وغيرها من أساليب الفساد الإداري والمالي، بل فضحت واقع الأعمال التي تسمى جزافا “فنية”، والتي تقتنيها القنوات العمومية بملايين الدراهم، خصيصا للعرض في شهر رمضان الكريم، حيت تكون نسبة مشاهدة التلفاز مرتفعة، ولا تحقق إلا ملايين الانتقادات.

“الكالة” فضحت الأعمال التي تمر في تلفزيوننا بـ”الكالة”، وفضحت وكالات إنتاج كل رأس مالها “كالة” يده طويلة داخل إدارة أو مؤسسة عمومية تضمن لها شراء منتوجها بالملايين، من طرف مؤسسات ممولة بالمال العام، مهما كانت درجة حموضته وتفاهة محتوياته.

“الكالة” لخصت كل الحكاية وشخصت الداء المنتشر في إداراتنا ومؤسساتنا وبين صفقات اقتصادنا ودواليب سياسيينا وتلفزاتنا.. إلخ، فهل سيسارع من يهمهم الأمر بتقديم الدواء لعلاج هذا الوضع أم سيتمر “الكالة” في التغلغل ويلد لنا “كالات”؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
22 مارس 2024 02:45

اذا كانت قنوات الصرف الصحي بالإضافة لاعتمادات التمويل الرسمية تستفيد من اقتطاعات على فواتير الماء و الكهرباء اي من المواطن..
فهل لا توجد طريقة لمقاضة هذه القنوات على ما تقوم من تبذير للمال العام و قطع ما يقتطع من فواتيرنا عنها!!
انا لا أشاهد هذه المزابل و لا تشرفني كمواطن مغربي فلماذا ارغم على تمويلها؟؟

فهمي
المعلق(ة)
21 مارس 2024 23:48

إذا أبعدنا “الكالة ” ومشتقاتها سننافس اليابان !!!

سعيد
المعلق(ة)
21 مارس 2024 22:45

الله يعطيه الصحة، و الله يحفضو من أعداء النجاح و المتربصين و أصحاب الشكايات

مريمرين
المعلق(ة)
21 مارس 2024 21:48

تحية للدكتور محمد باسو الفنان الكوميدي الذي أعتقنا من رداءة ما تقدمه قنواتنا العمومية..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x