لماذا وإلى أين ؟

ليلى الشافعي تنفصل عن الشاوي بسبب الخيانة والتقرب من السلطة (3)

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة يتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب،

وفيما يلي تكملة للحوار الذي الذي تحكي من خلاله ليلى الشافعي رحلتها إبان اعتقال رفيقها آنذاك في تلك الفترة:

– ما المعاناة التي عشتها مع عبد القادر بعد إطلاق سراحه؟

أطلق سراح عبد القادر الشاوي في 5 ماي 1989 بمناسبة عفو صادر عن بعض المعتقلين السياسيين في عيد الفطر، ولم يكن لي علم بذلك، وكان الصديق لحرش من أتى به لمنزلي في الصباح الباكر، حيث قام لحرش بجولة تفقدية بعدما علم بخير اطلاق السراح

وسأحكي لك واقعة حدثت قبل خمسة شهور من خروج عبد القادر من السجن، لما بدأ في مراسلة صديقتي، وإخبارها برغبته بالزواج بها وليس بي، وكانت تُخبره ببعض الاسرار عني دون أن أدري، وأخبرته بأشياء لم يكن هناك داع لمعرفتها وهو في السجن يكافح رفقة المعتقلين للبقاء.

وواقعة أخرى هي لما تعرفت على مغربي مقيم بفرنسا أثناء إحدى زياراته للمعتقلين السياسيين، وبعد تعارفنا سجلني بإحدى الكليات بفرنسا حتى أتمم فيها دراستي، وقبلت في الأول بالأمر، ولما ذهبت لإخبار الشاوي بذلك، وجدته يعرف مسبقا بعلاقتي بالمغربي المقيم بفرنسا عن طريق رسائل موقعة بأسماء مجهولة تلقاها من طرف صديقتي التي أخبرتك عنها، أخبرت عبد القادر حينها بمدى حب له وأني وسأظل أحبه دائما رغم قراري بمغادرة المغرب لمدة ثلاث سنوات..،

بعد نهاية الزيارة توصلت برسالة أخرى منه تفيد بعزمه الإقدام على خطوة الانتحار داخل السجن إذا ما أقدمت على الرحيل باعتباري كل ما يملكه، فتراجعت عن الامر واعتذرت لذلك الشخص وأخبرته باستحالة هجرتي ورغبتي في البقاء رفقة حبيبتي طالما هو مسجون، فيما بعد سأكتشف أن الرسالة لم تكن تعبر عن مشاعر الشاوي فعلا، فالشاوي يحب الحياة أكثر من شيء آخر، ولن يستطيع الإقدام على ذلك، وإنما راسلني بتلك اللغة كي يجبرني على البقاء.

تعددت علاقات الشاوي كثيرا مع النساء بعد السجن، لدرجة أصبحت فيها مجرد رقم نسائي من بين أرقامه المتعددة، ما لم يرقني أبدا، أذكر مرة أني عدت من السفر بشكل مفاجئ من اسبانيا للبيت ورغبت في مفاجأته بعودتي، لأجد الشاوي في البيت رفقة إحدى عضوات اتحاد الكتاب المغرب الذي كنت فيه عضوة كذلك، ما شكل صدمة كبيرة لي، وأحسست بألم داخلي شديد جدا لا يوصف إطلاقا..

– هل علاقات الشاوي المتعددة هي السبب الرئيسي لتوقيفك العلاقة؟

السبب الرئيسي وليس الوحيد، فهناك سبب رئيسي آخر هو مواقفه السياسية التي بدأت تميل نحو أطروحات السلطة وهو ما رفضته بشدة، أذكر أنه في الانتخابات البرلمانية بداية التسعينات، جاء سعيدا جدا للبيت وأخبرني باقتراح اليازغي انضمامه لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وخوض غمار الانتخابات باسم الاتحاد في إحدى قلاعه الترابية ما يعني فوزه بسهولة، انتفضت عندها بقوة، وخيرته بين الدخول للانتخابات باسم الاتحاد وبيني، وأخبرته باستحالة القبول بالعودة للاتحاد الاشتراكي بعدما انفصلت عنه منظمة “23 مارس” الذي كان هو أحد أطرها، وعندها تراجع عن قرار الالتحاق.

أوقفت علاقتي بعبد القادر بسبب علاقاته النسائية المتعددة من جهة، وبسبب تغير مواقفه السياسية من جهة أخرى بشكل رسمي في 1996، وتفاديت الطلاق حينها حفاظا على الاستقرار النفسي لرانية ابنتنا.

أعتبر أن عبد القادر فكر حينها كثيرا في المال وجمع الثروة، ولم يستسغ كيف أن بعض أصدقاءه الذين عايشهم قبل اعتقاله راكموا الثروة مقابل عدم مراكمته هو لشيء.

– كيف ترين نفسك الآن وأنت عشت هذا المسار كله؟

بالنسبة لي، كل حياتي وتجاربي اراها بمثابة دروس في الحياة، ولم أندم على أي شيء، فتلك التجارب هي ما جعلتني هكذا الآن، ورغم كل شيء تظل علاقتي مع عبد القادر أجمل ما عشته، وربما تحدث كثيرا عن الوجه السيء له فهو صراحة لم يكن سعيدا مع نفسه، لكن له جوانب إيجابية عديدة جدا، من بينها استمراره حتى الآن في الكتابة وإصدار الروايات جديدة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
متتبعة
المعلق(ة)
25 مارس 2024 21:47

معاناة النساء مع المعتقلين هي معناة الأمهات و الأخوات و الزوجات مع تداعيات الاعتقال، و هم مصاريف القفة، و ثمن الحافلات ذهابا و إيابا، و تربية الأبناء. الصاحبات كانت تأتي بمجلة للمعتقل في الوقت التي كانت الأسر تحرم نفسها من الأكل من أجل الابن أو الأخ أو الزوج المعتقل. موجة التصاحيب كانت من أجل إيجاد موطئ قدم في عالم النضال و من أجل اتكيت النضال. اتصلوا بمن تبقى من الأمهات و الأخوات و الزوجات الوفيات لتستمعوا لشهادات صادمة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x