لماذا وإلى أين ؟

الاتحاد الاشتراكي لمجلس الحسابات: نعطيو صفقة الدراسات لمن ما بغينا ولا شيء في القانون يمنعنا

اعتبر حزب الاتحاد الاشتراكي، أنه لا شيء في القانون يمنع الحزب من اختيار والتعاقد مع مكتب دراسات يراه أهلا للقيام بإنجاز أبحاث ودراسات سياسية لفائدة الحزب، وذلك ردا على تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي كشف تفويت “الوردة” صفقة تفويت صفقة الدعم الإضافي المقدم للأحزاب والخاص بالدراسات إلى مكتب الدراسات الذي يملكه لحسن لشكر، نجل لشكر، ومهدي مزراوي، عضو في المكتب السياسي للحزب وابنة عضو في ذات الهيئة الحزبية.

وأوضح الحزب في بيان صادر عن اجتماع مكتبه السياسي ليوم 27 مارس الجاري، أن “حزب الاتحاد الاشتراكي تعاقد مع مكتب دراسات لإنجاز مجموعة من الدراسات والأبحاث”، وأن “الكثير من الأحزاب السياسية في العديد من التجارب المقارنة تمتلك مكاتب دراسات وتوظف خبراء وباحثين يشتغلون لفائدتها، مما يقوي حكامتها دون أن يطرح أي إشكال قانوني أو أخلاقي”، مشيرا إلى أن “مكتب الدراسات الذي تم التعاقد معه، له مطلق الحرية في التعاقد مع خبراء وباحثين لإنجاز الدراسات التي عهد إليه بإنجازها شريطة أن تكون مخرجاتها متوافقة مع أدبيات ومرجعيات الحزب، وأن تجيب عن الأسئلة والإشكاليات المجتمعية والسياسية التي يطرحها الحزب، وأن تقدم تصورات وأفكار عملية غير متناقضة مع مرجعيات الحزب”.

مؤكدا أنه “لا يوجد في القانون ما يتيح للمجلس الأعلى للحسابات مناقشة مضامين ومخرجات هذه الدراسات، لأن الأمر يتعلق بدراسات لأهداف سياسية، والمجلس الأعلى للحسابات يمارس رقابته على مدى احترام المساطر ولاحق له في تقييم المضامين تفاديا للخروج عن واجب الحياد المفروض في قضاة المجلس الأعلى للحسابات”، وأن دسترة هذا الأخير محكومة مبدئيا بالتوازن المؤسساتي وتفعيل مراقبة الأمة لماليتها العمومية شكل مطلبا دستوريا ممتدا في الزمان والمكان في أدبيات الاتحاد ومشلكياته، وأن الحكامة المؤسساتية والعمومية تظل في صلب التفكير والممارسة السياسيين للحزب”.

واعتبر ذات البيان أن “إنجاز دراسات لفائدة حزب سياسي يجب أن يكون من قبل من يتملكون مرجعية الحزب وثقافته السياسية، وعلى علم بتاريخه وبتطلعاته السياسية، ومن هم على دراية بأوراقه السياسية وببرامجه الانتخابية”، وأن جودة الدراسات والأبحاث “لا تقاس بالكم وبعدد الصفحات، بل بقيمة ما تتضمنه من تحليل وما تقدمه من خلاصات ومقترحات، وأجهزة الحزب هي وحدها من يملك حق الخوض في مضمونها وتقييمه”.

“إن الدراسات المنجزة لفائدة الحزب موجهة للاستعمال الداخلي بهدف تجويد الفعل السياسي للحزب”، يقول اصحاب البيان نفسه، ويضيفون ” وليست موجهة للنشر للعموم، كما أنها موجهة في مجملها للمساهمة في الرفع من مستوى السياسات العمومية لبلادنا كما دعا إلى ذلك جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة افتتاح البرلمان يوم الجمعة 12 أكتوبر 2018″.

مبرزين أنه “من المقتضيات القانونية يتضح بشكل جلي بأن تقديم المحتوى الكامل للدراسة هو مجرد ممارسة فضلى وليس التزاما يقع على عاتق الحزب العمل به، فما ينبغي تقديمه هو بيانات ومعطيات ذات طبيعة عامة تعرف بالدراسة وبالجهة التي قامت بإعدادها وبالتواريخ المتعلقة بإنجازها والمبالغ المالية التي رصدت لها”.

بيان المكتب السياسي للوردة اعتبر أن “مبدأ وثقافة وأخلاق ربط المسؤولية بالمحاسبة من صميم الهوية السياسية والتنظيمية لحزب القوات الشعبية، كما أنه ظل وسيظل حزبا تقدميا ديموقراطيا وطنيا ملتزما ببند الضمير الحي في ما يتعلق بتعامله مع الربط الجدلي بينهما”، وأن ” الاتحاد الذي ينظر إلى عمق الإشكالات المطروحة في هذا الجانب، يعتبر بأن مناقشة أداء مؤسسة دستورية من باب المسؤولية والجدية اللتين دعا إليهما جلالة الملك في العديد من خطبه الأخيرة، الهدف منه تعزيز أداء المؤسسات في نطاق الصلاحيات الموكولة لها حصرا وصيانة التوازن بين مختلف المؤسسات من جهة ، ومن جهة أخرى، تطوير أداء الأحزاب السياسية بما يسهم في تخليق الحياة العامة ودون أي تبخيس للعمل الحزبي أو زعزعة للثقة في المؤسسات السياسية أو إهانة للهيئات المنظمة”.

وفي نفس السياق، علاقة بالدعم الإضافي المقدم للأحزاب والخاص بالدراسات وما ثار حوله من سجال افتقد في أحيان كثيرة روح الحكمة والانصاف، وأخذ في أحيان كثيرة شكل حملات مغرضة تروم الاستفراد به إعلاميا، إن لم نقل سياسيا، يشدد المكتب السياسي على ضرورة إصدار القوانين والمراسيم ذات الصلة والتي من شأنها توضيح المساطر ودرء الاختلالات التي ورد بعضها في تقرير المجلس الأعلى للحسابات نفسه، حتى يضمن لكل الأطراف حقها في الاستفادة طبقا
للتوجيهات الملكية السامية حول الخبرات والكفاءات الحزبية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
كريم
المعلق(ة)
29 مارس 2024 12:36

وأنا كمواطن حر لن اسمح لامثالكم أن تنهبو أموال دافعي الضرائب باطلا وأنتم أصلا لا فائده منكم أنتم وجميع الاحزاب والمواطن يعاني القهر والتهميش.

متابع
المعلق(ة)
29 مارس 2024 12:29

الحكومة تعطي الدعم المالي للأحزاب ويمكن للأحزاب بذلك الدعم القيام بدراسات واشياء اخرى.اما ما قامت به الحكومة فهو زيادة في الدعم للأحزاب من المال العام تحت ذريعة القيام بدراسات.المهم انه كلما رغبت الحكومة بزيادة الدعم او اغداق الاموال على الاحزاب فانها تجد لها بابا واسما جديدا .اما بالنسبة للمواطن فتقوم برفع الدعم عنه تدريجيا

بوجمعة
المعلق(ة)
29 مارس 2024 17:32

الريع الاقتصادي أو المادي ( la rente économique..) الذي التصق به الدعم العمومي المقدم للاحزاب السياسية منذ زمان ، دخل ربحي عقيم ولا علاقة به بالمردوية أو نتيجة لأي توظيف أو جهد عملي ، اختلقه الاقطاعيون قبل ظهور النظام الرأسمالي ( منذ 8 قرون تقريبا ) عبر نظامهم المعروف وعبر نمط استغلال أراضي فلاحية اقطاعية غير مؤهلة وذات مردودية فلاحية ضعيفة و عبر امتلاكهم لجيوش من العبيد بهذه الاقطاعيات في أوروبا . الريع الذي أخذ أنماطا متعددة مع ظهور الرأسمال آلة مستعملة سيئة جدا كونها تقتل المبادرات الفردية النشيطة في المجتمع ، تدمر الابتكار و تمقت تكافؤ الفرص الإنتاجية . الدعم العمومي الموجه للاحزاب وقت الانتخابات والذي حولته العقلية الكسولة والمسيطرة لدى بعض الأحزاب الى دخل شبيه بالمعاش ( pension ) ريع بامتياز ويحمل طبعا تبعات وأثار فاسدة على الأحزاب بعينها و على…

MRE de Montpellier
المعلق(ة)
29 مارس 2024 12:48

Pris, et pas vu, pas rendu ,! c’est la vache à lait la caisse de l’état, et c’est normal ces partis politiques Marocains

Driss
المعلق(ة)
29 مارس 2024 12:26

حين تكون تضارب المصالح بالشخص المعني يقدم استقالته أو يجبر على ذلك في انتظار التحقيقات. و بفرنسا التي أمثلة كثيرة. فالكل يتذكر الوزير الذي أقدم على الانتحار لأنه أخذ قرضا بدون فوائد من مقاول.
فحين تأتي المصيبة من امين عام لحزب وطني يحمل شعارات تخليق الشأن العام ، فلا يسعنا إلا أن متأسف على ما صار عليه هذا الحزب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x