2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عائشة بلكحل.. فرحة الإفراج لا تنسي مرارة ظروف الاعتقال
معتقلات بلا أحكام..، سلسلة يتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب،
وفيما يلي تكملة للحوار الذي الذي تحكي من خلاله عائشة بلكحل مسار رحلتها إبان اعتقال شقيقها في تلك الفترة:
– كيف تعاملت عائلتك مع المحاكمة؟
بحثت العائلة إلى جانب باقي العائلات عن محامين يُمكن لهم الترافع عن المعتقلين السياسيين، وتم البحث أساسا عن محامي حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، ومحامين مستقلين كانوا ناشطين بالنقابة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أثناء فترتهم الجامعية، وكان التفاف المحامين وتطوعهم المبدئي رائع جدا وترك انطباعا مؤثرا لدى عائلات المعقتلين لحد الآن، كانت هيئة الدفاع مكونة من عدد كبير جدا من المحامين، وبالموازاة مع خطوة اللجوء للمحامين، راسلنا الجرائد الوطنية والدولية.
عدد جلسات المحاكمة كانت قليلة لكنها مطولة جدا، وحاول المعتقلين السياسيين تحويلها من محاكمة نشطاء شباب تقدميين إلى محاكمة السلطة وسياساتها، وكان يطبق أثناء الجلسة حصارا أمني كلي لكل الشوارع المحيطة بمقر المحكمة مع وضع العديد الحواجز الحديدية.
– كيف استقبلت لحظة إدانة شقيقك بـ 20 سنة سجنا نافذا؟
صعب وصف سماع 20 سنة سجنا في حق أخوك أو شخص قريب لك، صعب جدا.. يصبح الكون كله سوداويا أمامك في الثواني الأولى لسماع الحكم..، صراحة لا توجد كلمة لوصف ما نزل على ذهني حينها..
– ما الخطوات التي قامت بها العائلات بعد الحكم؟
كنا نشارك من موقعنا في التعريف بالقضية بكل السبل وفك العزلة عن المعتقلين، وفي سبيل ذلك نقوم بكل ما هو متاح حينها، من قبيل صياغة البيانات والمراسلات، والقيام باتصالات مباشرة بالمسؤولين والهيئات والتنظيمات السياسية، النقابية والحقوقية وطنيا ودوليا، والتعريق بالمستجدات داخل السجون لحظة بلحظة.
كما بادرت العائلات لتنظيم اعتصامات بمقرات نقابية خلال الإضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين، والحضور بالتظاهرات السياسية والنقابية والحقوقية وطنيا خاصة فاتح ماي، وكنا نحاول عكس الاحتجاجات التي يخوضها المعتقلين داخل الفضاء العام حتى تجد صدى لها، وحتى يتم تحقيق مطلبهم الرئيسي المتمثل في الاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين وتمييزهم عن الحق العام، وهو ما تأتي بعد صمود وعناد طويل جدا.
– هل تحسنت الزيارات بعد ذلك؟
تحسنت الزيارات كثيرا بعد تحقيق مطلب الاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين، سواء من حيث مدتها أو الظروف التي تتم فيها، وحتى المعتقلين أنفسهم تحسنت وضعيتهم كثيرا بعد إضرابات واحتجاجات طويلة، فتم السماح لهم بالتسجيل في الجامعة واكمال الدراسة، وجلب الكتب التي هم في حاجة إليها وتلقي رسائل الدعم والمساندة القادمة من عشرات الدول.
– كيف استقلت إطلاق السراح شقيقك؟
كانت فرحة لا توصف أنهت معاناة العائلة والحزن والمرارة منذ الاعتقال، رغم ذلك لا يمكن النسيان ببساطة بمجرد مجيئ العفو وإطلاق السراح، فالتعذيب الذي عاشه أخي، والاعتقال وإيقاف حياته وحرمانه من سنوات شبابه، وتحويل حياة عائلة لجحيم لا يمكن نسيانه، خاصة أنه لم يؤذي أحدا ولم يعتدي على أحد، كل ما فعله هو حمل أفكار تقدمية تريد تطوير المجتمع والوطن نحو الأفضل.. رغم كل شيء كانت لحظا إحساس نهاية كابوس خيم على العائلة بوقت طويل.