لماذا وإلى أين ؟

وهبي يطالب بفرض غرامة مالية على من يلج للقضاء دون التوفر على وسائل الاثبات

عقدت لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب اجتماعا مطولا، أمس الثلاثاء 02 أبريل الجاري، لمناقشة مشروع قانون المسطرة المدنية، بشكل مفصل.

الاجتماع الذي انطلق حوالي منتصف نهار أمس الثلاثاء، ولم ينتهي إلا عند تمام الساعة السادسة و20 دقيقة مساء، شهد مناقشة 14 مادة من مشروع القانون الذي يهم شريحة واسعة من المغاربة، بحكم التعديلات التي قد تطرأ عليه وتمس بشكل مباشر علاقتهم بالعدالة.

ورغم أن وزير العدل عبد اللطيف وهبي، حاول منذ الوهلة الأولى، إخفاء كواليس ما يجري داخل إجتماع اللجنة حين المناقشة التفصيلية للمشروع، وذلك بمنع الصحفيين من حضور أشغالها، بدعوة رئيس اللجنة سعيد سرار إلى “إحترام القانون”، إلا أنه تراجع عن مطلبه هذا.

جرى خلال الاجتماع مناقشة البنود الـ14 لمشروع القانون، قدمت خلالها فرق الأغلبية والمعارضة ملاحظتها.

وكان من بين أبرز الملاحظات التي وقعها إجماع وأثارت نقاشا مستفيضا بين البرلمانيين ووزير العدل، تلك المادة الواردة في مشروع قانون المسطرة المدنية والتي تنص على فرض غرامة تتراوح ما بين 10.000 درهم و 20.000 درهما _ تذهب إلى الخزينة العامة للمملكة_ على أي طرف من أطراف الدعوى اعتمد “سوء النية”. بمعنى فرض تلك الغرامة المالية حين اللجوء إلى القضاء دون التوفر على وسائل الاثبات، زيادة على “التعويض عن الضرر” الذي قد يطالب به المشتكى به المفترض.

250X300 Ministre taransition mobile

وأجمعت الفرق البرلمانية، أغلبية ومعارضة، أن ما ورد في المادة من شأنه المساس بالحق في الولوج إلى العدالة. كما أن المتقاضين سيضربون ألف حساب، قبل أن يقرروا التوجه إلى العدالة، نظراً لغياب وسائل الاثبات أو الخشية من خسارة الدعوى.

وتطرح ذات المادة، حسب النقد الموجه لها من قبل البرلمانيين، مشكلة تقييم سوء النية التي تنص عليها، ومن سيقوم بهذا التقييم، وقد يكون التكييف في محله أو العكس. كما قد تتسبب في فرملة حرية المتقاضين في اللجوء إلى العدالة.

أما الملاحظة الأخرى التي أثيرت خلال الاجتماع، فتتعلق بمسألة النطق بالحكم في أجل معقول، وهو مطلب ينص عليه الدستور في الفصل 120. ورغم أنه لا يمكن ربط القاضي بأجل ووقت محدد، لكونه قد يكون في حاجة إلى معطيات حيثيات في قضية ما، وهي ما تأخذه الفرق البرلمانية بعين الاعتبار، إلا أنها تطالب بوضع معايير وضوابط كي لا يترك الأمر مفتوحا على مصراعيه. بمعنى ترك الفرصة أمام القاضي للبث في قضية معروضة أمامه بطريقة متأنية وفي نفس الوقت عدم بلوغ مرحلة “إنكار العدالة”.

مشروع قانون المسطرة المدنية أتى بمجموعة من التعديلات فيما يخص التبليغ، الرقمنة، التنفيذ، ضبط مسطرة المحامين والمساعدين القضائيين…، لكن فرق في المعارضة، وبشكل خاص المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، ترى أن ”التسرع والتسارع” في إخراج ذات المشروع من شأنه خلق إشكالات، بالنظر إلى أن وزارة العدل لديها مجموعة من الالتزامات لم تف بها، أي أنها من تحسم في العديد من القضايا التنظيمية لها صلة بمشروع المسطرة المدنية، منها عدم استكمال تجهيز المحاكم التي تضمنتها الخريطة القضائية لسنة 2023.

وترى مجموعة العدالة والتنمية أن تأخر مقتضيات المادة 22 من القانون التنظيم القضائي التي تحدد هيكلة المحاكم، والتي لم ترى النور رغم مرور سنتين على سنه، سينعكس على تحديد المسؤوليات داخل هيئة الضبط وعلى كل من رئاسة وكتابة النيابة العامة.

أما الملاحظة الأخرى التي سجلتها المجموعة النيابية لـ ”البيجيدي” بهذا الخصوص ، هي أن الفترة الانتقالية في حالة تنزيل المشروع ستطول، لغياب آليات لوجستيكية لأجرته بشكل سلس، مما قد يخلف ارتباكا داخل محاكم المملكة، كما وقع مع قانون الحالة المدنية.

600X300 Ministre taransition mobile

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
3 أبريل 2024 21:27

عنوان وهبي الصارخ دائما هو ان يعرقل كل مساطر التي تعطي الحق في الولوج الى العدالة، وبذالك سجل رقما قيسيا في محاصرة الجمعيات التي تترافع ضد هدر المال العام، و دشن ولوجه وزارة العدل بسحب مشروع تجريم الاتراء الغير المشروع، ورغم انفضاح احتضان حزبه لبرونات، لازال يواصل غزواته ضد الاصوات التي تطالب بحماية المال العام.

عبد الكريم
المعلق(ة)
3 أبريل 2024 14:37

بمعنى الدراوش والسذج هزهوم الما

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x