لماذا وإلى أين ؟

ربيعة كرينة تروي مأساة وفاة شقيقها تحت التعذيب

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة سيتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين وجهولي المصير في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب، وهي سلسلة تهدف لإبراز فكرة بان واراء كل معتقل في تلك الفترة امرأة كافحت وضحت، رغم كل الظروف الصعبة، وعايشت تطورات الاعتقال او الاختفاء لحظة بلحظة، امرأة توقفت حياتها هي الأخرى طيلة فترة الحكم، كأن سنوات الحكم طالتها هي أيضا مع فارق أنها خارج السجن وليس داخله، وبلا حكم.

وسيتم في هذه الحلقة تسليط الضوء على ما عاشته ربيعة كرينة أخت الناشط الاتحادي محمد كرينة الذي توفي بالمستشفى بعد الاعتقال بساعات في أبريل 1979

– كيف تم اعتقال شقيقك؟

أخي كان مناضلا في صفوف الشبيبة الإتحادية، تم اعتقاله من ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء يوم 17 أبريل 1979 حيث كان يتابع دراسته في الهندسة عن سن يناهز 19 سنة. جاء هذا الإعتقال على إثر مشاركته في إحياء يوم الأرض – الفلسطيني – الذي دعت إلى إحيائه الكنفدرالية الديموقراطية للشغل عبر إضراب عام،

تم اقتياده بعد الاعتقال لأكادير مرورا بإحدى مخافر الشرطة، وهناك تم تعذيبه بشكل قاسي جدا قبل تقديمه للمحاكمة. لما تمت إحالته على وكيل الملك كان في حالة صحية متدهورة وخطيرة. طالب من وكيل الملك السماح بإحالته على الطبيب، لكن وكيل الملك رفض، وتمت إحالته على المحكمة.

– كيف كانت ظروف المحاكمة؟

في المحاكمة كان المناضلون حاضرون بقوة، ومنعوهم من الدخول، لدرجة تم فيها اللجوء لقوات الامن لتفريق المتظاهيرة بقوة مبالغ فيها، سقطت أمي على إثره و أغمي عليها، ولم تستفق إلا وهي في المستشفى، وعرفنا فيما بعد أن الجلسة مرت في سرية، وأنه تم تأجيل البث إلى حين إجراء الخبرة الطبية. وأن الجلسة ستكون يوم 30 ابريل.

– ما الظروف التي عانت منها العائلة حينها؟

تم اعتقال أثناء رحلة البحث عن أخي وتعرضت للتعذيب كذلك، كانت ظروف البحث عنهمؤلمة وصعبة،إذ ذهبت أمي للمحكمة فوجدت أبوابها مغلقة – كان يوم السبت – ثم إلى السجن فوجدت أنه تم إحالته على المستشفى. ومن تم وجدت أخي الشهيد في حالة خطيرة جدا، وحكي عن ظروف اعتقاله وعن التعذيب والمخبرون الذين أشرفوا وساهموا في تعذيبه، تذكر أمي دوما هذا اللقاء. وتقول كان ولدي أزرق اللون ويتقيأ باستمرار، كانت لحظات صعبة على العائلة جدا ولا يمكن نسيانها أبدا لحد الآن.

– كيف كانت الظروف فارق فيها كرينة الحياة؟

طلب في المستشفى من أم أن تأتيه بمشروب غازي فخرجت لإحضاره. لما عادت لم تجده. ولما سألت فقالوا لها إنه توفي … وأخبرها أحد رجال الأمن أنهم يريدون إخفاء الجثة… فذهبت حينها بسرعة إلى مقر الإتحاد الإشتراكي حيث التقت الشخص الذي هو زوج أختي فاطمة، انتشر الخبر في الصحافة وبعد ضغط وإلحاح قوي جدا، استطعتا تنظيم الجنازة للشهيد.

كانت جنازة كبرى، كان الحضور كثيفا. بالنسبة لي ظلت الأسئلة تحاصرني دائما حول سبب اعتقال أخي واغتياله. فلقد كان يشارك في نشاط عادي هو نصرة القضية الفلسطينية الذي يعتبرها الشعب المغربي قضيته الوطنية، وحتى أعلى سلطة في البلاد كانت تقيم لها مؤتمرات ولجان… الخ. هذا ما يتطلب الكشف عن الحقائق: حقائق الإعتقال والتعذيب ورفض التطبيب لأنقاذ حياته… من أعطى التعليمات والبوليس والمخابرات والقضاء، يحز في النفس عدم محاسبة أحد ومتابعة أحد في وقاة شاب في عمر الزهور جراء التعذيب الشديد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x