لماذا وإلى أين ؟

أمينة بوخلخال.. حمل داخل السجن (3)

معتقلات بلا أحكام..، سلسلة يتم تسليط الضوء من خلالها على الظروف التي عايشتها عائلات المعتقلين في فترة ما سمي بـ “سنوات الرصاص” التي شهدها المغرب،

وفيما يلي تكملة لمسار ورحلة أمينة بوخلخال و المعقتل في تلك الفترة زوجها مصطفى براهمة في تلك الفترة:

– كيف تعاملت حركة العائلات المعتقلين بعد الحكم؟

بعد النطق بالحكم، بدأت ما يسمى معركة تحسين الأوضاع، وهي معركة دخل فيها المعقتلين السياسيين في إضراب طويل عن الطعام دام 34 يوما كاملا، وشرعت إدارة السجنة في بدايات الإضراب في تشتيتهم على السجون بغية قطع صلات التواصل بينهم وإحباط المعركة.

وبالموازاة مع ذلك الإضراب، قامت حركة عائلات المعتقلين بخطوات متنوعة من أجل التعريف بالإضراب ومطالب المعتقلين، فقررنا حينها الاعتصام داخل مقر الاتحاد المغربي للشغل، كما كان مقر الكونفدرالية الديمقراطية مفتوحا دائما في وجه العائلات وهو يبقى موقف للتاريخ يحسب لهذه النقابة.

بعد اعتصام المعتقلين السياسيين، وصمود العائلات، تحققت العديد من المكتسبات، منها إعادة تجميع جميع المعتقلين في سجن واحد هو سجن عكاشة وكان أفضل من السجن السابق غبيلة من ناحية ظروف الاعتقال والزيارة، كما تمكنت العائلات من تحقيق الحق في الزيارة المباشرة، وبعد الضغط والنضال سيتم تحقيق مجموعة من المكتسبات خاصة بعد الاعتراف بالمعتقلين كمعتقلين سياسيين.

– كيف تعامل المجتمع معك ومع باقي العائلات؟

في أيام الاعتقال الأولى فرضت عزلة صعبة على عائالات المعتقلين بسبب الخوف والرعب، ولا أحد يستطيع الاقتراب منك أو التحدث إليك، غير أنه بعد نضالات العائلات وتبني ملف المعتقلين السياسيين من طرف الجميع، أصبح هناك احتضان قوي من طرف الزملاء في العمل والأصدقاء، والكل يحاول مساعدتك بأي شيء يستطيع تقديمه من أجلك.

كما أن معتقلي مجموعة 26 وعلى عكس تجارب المجموعات الأخرى، لم يظهروا للعلن حجم الاختلافات السياسية التي كانت بينهم، ما ساعد في تماسك العائلات أكثر.

– ما الظروف التي ولدت فيها ابنتكما تهاني؟

بعد الزواج في السجن، ومرور السنوات، فكرت أنا ومصطفى في الإنجاب، إذ كان الهاجس هو قضائه مدة السجن كاملة، ما سيكون معه استحالة انجابي نظرا لعامل السن بعد خروجه من السجن، فقرننا تحدي ظروف الاعتقال، وفي تلك الأثناء أنجبنا تهاني التي سميناها على صديقنا ورفيقنا الشهيد أمين التهاني، وقد ساعدني الجميع سواء من طرف الأطباء أو الممرضين أو العائلة والأصدقاء والعائلات، وقبل الإنجاب هيأنا عائلتينا لذلك حتى لا يثير الامر أي مشكل جانبي، وبعدها أنجبنا تهاني أثناء زياراتي للمستشفى الذي كان يذهب له مصطفى بين الفينة والأخرى للعلاج والتطبيب.

– كيف استقبلت لحظة إطلاق السراح؟

بعد ما يقارب عشر سنوات من الاعتقال ، جاء خبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وبقينا يومين أمام باب السجن ونبيت أمامه، إلى حين خروج المعتقلين، وكانت فرحة كبيرة جدا لا توصف إطلاقا.

كانت تجربة صعبة، وهي ما دفعتني للانخراط في نضال حركة عائلات معقتلين حراك الريف، فمروري بتجربة العائلات وقساوتها ومعنى أن يكون لن فرد من عائلتك تحبه وراء القضبان، دفعني لمساعدة العائلات وتقديم كل ما يمكن تقديمه من عون ومساندة وتضامن، للأسف لم يتم حل جميع قضايا الانتهاكات الجسيمة في تلك الفترة، أبرزها ملف المختطفين ومجهولي المصير الذي لم يُحل لحد الآن، غير أنه رغم ذلك يمكن القول أن العديد من المكتسبات التي تحققت في كيفية ظروف الزيارة للسحن وظروف الاعتقال فقد تم تحقيقها بفضل نضال حركة عائلات المعقتقلين وصمود المعقتلين السياسيين في تلك الفترة.. أشكركم على هذه المبادرة الرائعة لتسليط الضوء على جزء من تاريخ المغرب

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x