2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أظهرت عملية انتخاب رئيس مجلس النواب، والظفر به من جديد من قبل التجمعي راشيد الطالبي العلمي، عن هشاشة تنسيق المعارضة المكون من الفرق البرلمانية للاتحاد الاشتراكي والحركة والشعبية والتقدم والاشتراكية، إضافة إلى المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية.
المعارضة التي تسعى، عبر مبادرة تقدم به لشكر، إلى ”إسقاط الحكومة”، عن طريق ملتمس الرقابة، لم تتوحد بينها حتى في دعم مرشحها عبد الله بووانو، في رغبته أن يتولى رئاسة الغرفة التشريعية.
ورغم أن رئاسة بووانو لمجلس النواب، هدفا بعيد المنال جدا، إلا أن النتيجة الهزيلة التي حصل عليها، والمتمثلة في 23 صوتا فقط، تؤكد أن التنسيق بين المعارضة مجرد كلام لا وجود له واقعيا.
بلغة الأرقام؛ يملك الاتحاد الاشتراكي 35 برلمانيا، والحركة 26 والتقدم والاشتراكية 20 مقعدا برلمانيا بمجلس النواب، أي 81 صوتا في المجموع للمعارضة، بينما بووانو لم يحصل سوى على 23 صوتا، 13 منها لمجموعته البرلمانية.
وبعملية حسابية بسيطة أيضا، فإن حذف 37 عدد الأصوات الملغاة، وإذا ما افترضنا أنها كلها لأحزاب المعارضة، فإن 44 برلمانيا صوتوا لصالح مرشح الأغلبية راشيد الطالبي العلمي، معظمها، وفق مصدر تحدث لجريدة ”آشكاين”، من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والإشتراكية.
نفس المصدر، أقر أن تنسيق المعارضة مجرد اسم، تعمل بشكل عشوائي، على عكس الأغلبية التي تشتغل ببرنامج واضح وتجلس مع بعضها البعض لوضعه. بينما المعارضة تنسيقها مرحلي، أي أن محطة يتم التداول حول إمكانية التنسيق من عدمه، خصوصا في ظل تباين التوجهات.

وظهر ذلك في عدة محطات، كان آخرها ملتمس الرقابة الذي تقدم به الاتحاد الاشتراكي، باسم المعارضة، لكن خرج حزب العدالة والتنمية عن النص، ورفض الانخراط فيه، بدعوى أن القرار كان وحيدا ولم يكون موضوع نقاش مسبق من قبل كافة أطياف المعارضة.
وجاء ترشيح بووانو في سياق معين، وفق نائبة برلمانية من العدالة والتنمية، في حديثها للجريدة، يكمن في قطع الطريق أمام ترشح راشيد الطالبي العلمي وحيدا لمنصب رئيس مجلس النواب، لكسر ما وصفته ”الهيمنة التي لا تخدم الديمقراطية والتعددية”، واتضح من خلال ما قالت ذات البرلمانية أن تولي بووانو الرئاسة لم يكن غاية في حد ذاته بحكم أن عدم فوزه تحصيل حاصل، لكن كان الغرض الأساسي هو خلق منافس للطالبي العلمي، رغم العلم مسبقا أنه غير قادر على مجاراته.
وكان الأحرى على الأقل، وفق ذات البرلمانية، أن تتقدم الأغلبية بأكثر من المرشح، لأن ما أسمته ”المرشح الوحيد ليس ممارسة سياسية”، مبرزة أن تقدم بووانو للترشح ”سُنة لخلق التعددية”.
الأكثر من ذلك، وفق ذات البرلمانية، أن أحزاب المعارضة، خرجت بموقف موحد، عبر بيان، ضد بووانو، ”تتبرأ” من تقديم ترشيحه لمنصب رئيس مجلس النواب.
وفق المعلومات التي حصلت عليها جريدة ”آشكاين” حول كواليس انتخاب رئيس مجلس النواب، قررت المعارضة في البداية، الامتناع خلال عملية التصويت، لكن تبين أن ذلك لم يتم، أو على الأرجح الحركة الشعبية وحدها من التزمت بهذا القرار، فيما الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، صوتت لصالح مرشح الأغلبية راشيد الطالبي العلمي، أو على الأقل أغلبهم.
وعاشت أحزاب تنسيق المعارضة، وفق ذات المعلومات، على وقع تخبط في وجهات النظر، قبل عملية التصويت، بين من ينادي بالمقاطعة وآخرون بالامتناع، ومن يقول بملتمس الرقابة ومن يرى ضرورة تقديم مرشح، وكل طرف ذهب في التوجه الذي يراه مناسبا له.
