لماذا وإلى أين ؟

الفاتحي يبرز خلفيات زيارة وفد عسكري رفيع المستوى من النيجر للمغرب

حل وفد عسكري رفيع المستوى من النيجر ، خلال الأسبوع المنصرم، وحظي باستقبال من مسؤولي الجيش المغربي.

وأفاد بلاغ مقتضب عن القوات المسلحة الملكية، اطلعت عليه آشكاين”، بأنها “استقبلت خلال الأسبوع المنصرم، وفدا عسكريا رفيع المستوى من دولة النيجر الشقيقة، وذلك تنفيذا لتعليمات، القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية”.

‏وأكد المصدر ذاته أن “هذه الزيارة اشكلت مناسبة لتعزيز العلاقات ‏وتبادل الخبرات في مجالات عدة وذلك لمواجهة التحديات والدفاع عن المصالح المشتركة”، دون الإفصاح عن تفاصيل أكثر، ما يجعلنا نتساءل عن الخلفيات غير المعلنة لهذه الزيارة خاصة في ظل ما تعيشه النيجر من اضرابات في علاقاتها مع دول جوارها، علما أنها من الدول المنضمة إلى المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، عبد الفتاح الفاتحي، أن “النجير معنية بشراكات وصداقات قوية وإيجاد منفذ نحو المحيط الأطلسي، لأن هذه الدولة تعيش حالة من الحصار تمارسه بعض الدول التي تفرض وصاية من نوع خاص، كما الحال في علاقتها بالجزائر”.

وأشار إلى أن “هناك حالة من التدخل في الشؤون الدينية من قبل دولة الجار الجزائري وعدم احترام الشون الداخلية للنيجر، بل حتى في التعامل مع الشعب النيجيري إذ تمارس الجزائري في حقهم الطرد خارج الضوابط الحقوقية والإنسانية، وهو ما دفع النيجر لاستدعاء السفير الجزائري لديها لتبليغه احتجاجها”.

الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي

ويرى الفاتحي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “النيجر اليوم في حاجة إلى مساعدات لحماية منطقة الساحل والصحراء من مخاطر الإرهاب، سيما وأن دولة مثل الجزائر تزايد بهذا التهديد على النيجر ومالي، وهي المزايدة التي برزت اليوم في التحالف الذي تقيمه الجزائر مع تونس، حيث تستطيع الجزائر أن تحرك الفوضى في الجنوب التونسي، ويمكنها أن تتدخل في الشأن الليبي، وفق تصريحات مسؤولين ليبيين، الذين اعترفوا بوجود إشكالات حقيقية مع الجزائر”.

ولفت الانتباه إلى أن “النيجر مؤمنة اليوم بأن التعاون يمكن أن ينبني على شراكة حقيقية وتعاون الند للند، والذي لا يمكن أن يتم إلا عن طريق المملكة المغربية، نظرا لأن الأخيرة تتوفر على اعترافات دولية بشأن تقدمها في المجال العسكري عدة وعتادا وتمرينا، خاصة بعد استضافتها لعديد النسخ من مناورات الأسد الإفريقي، كما أن المغرب منخرط في الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراء، والاستراتيجية الدولية بشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة الإرهاب، أي أن المغرب مستعد لتقديم هكذا دعم عسكري وسياسي واقتصادي”.

وشدد على أن “زيارة هذا الوفد للمملكة المغربية سيزيد من عدد الطلاب الذين يتلقون تكوينا عسكريا في الاكاديميات والمعاهد العسكرية المغربية”، مشيرا إلى أن “تقييم هذه التجربة لا يأتي في إطار التنابز مع الجزائر، إذ أن الحقيقة تفيد أن التعاون المغربي أسبق من المزايدات التي تزايد بها الجزائر على دول الجوار مثل النيجر”.

وخلص إلى أن “التعاون المغربي مع النيجر يتعدى الأهداف البرغماتية الخاصة إلى  أهداف جيو-استراتيجية تتعلق بحماية الأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء، علاوة على وجود رهانات كبرى انطلاقا من المبادرة الأطلسية والتي تعد النيجر ومالي والتشاد وبروكينا فاسو معنية بها، والتي تلقى إشادة دولية كبيرة، لكونها المفتاح الحقيقي لمكافحة  أسباب الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x