لماذا وإلى أين ؟

رئيس حكومة إسبانيا يُفكر في تقديم استقالته بسبب ”فساد” زوجته

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء (24 أبريل 2024)، في تغريدة نشرها على منصة “إكس”، أنّه “يفكّر” في إمكانية تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضدّ زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد. وقال “أحتاج إلى التوقّف والتفكير” لاتخاذ قرار “بشأن ما إذا كنت سأستمرّ في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان عليّ أن أتخلّى عن هذا الشرف”، مضيفاً أنّه سيعلن قراره الإثنين للصحافة.

وقال سانشيز إنه على الرغم من أن الادعاءات ضد زوجته بيغونيا غوميز كاذبة، إلا أنه سيلغي جدول أعماله العام حتى يوم الإثنين، عندما سيعلن ما إذا كان سيستمر أو يتنحى. وكتب سانشيز: “يجب أن أجيب على سؤال ما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار، بالنظر إلى حفرة الطين التي أحدثها اليمين واليمين المتطرف في سياستنا، إذا كان يجب علي الاستمرار في قيادة الحكومة أو التخلي عن أعلى درجات التكريم”.

ويتولى سانشيز (52 عاما) منصب رئيس وزراء إسبانيا منذ عام 2018. وقد تمكن من تشكيل حكومة ائتلافية يسارية جديدة في نونببر لبدء فترة ولاية أخرى مدتها أربع سنوات. وهو أحد القادة الاشتراكيين الأطول خدمة في أوروبا.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، وافق قاض إسباني على التحقيق في مزاعم الفساد التي قدمتها مجموعة خاصة، لها تاريخ في رفع دعاوى قضائية لأسباب يمينية بشكل رئيسي. وستنظر المحكمة، التي يوجد مقرها في مدريد، في هذه المزاعم لتقرر هل ستستمر في التحقيق أم ترفضها.

يذكر أن بيغونيا غوميز، 49 عاما، لا تشغل أي منصب عام وتحافظ على مكانة سياسية منخفضة.

وفُتح هذا التحقيق الأولي ضدّ بيغونيا غوميز في 16 أبريل، بعد شكوى من جمعية “مانوس ليمبياس” (الأيادي النظيفة)، وهي مجموعة تعتبر قريبة من اليمين المتطرف، حسبما أعلنت محكمة العدل العليا في مدريد في بيان قصير. وأضافت المحكمة أن الأمر تحت دمغة “سرية التحقيق”.

وفي الرسالة التي نشرها عبر منصة “إكس”، ندد سانشيز بشكوى تستند إلى حقائق “غير موجودة” وحملة “مضايقة” تقودها وسائل إعلام “متشددة” وتدعمها المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة ضد زوجته. وقال “أنا لست ساذجاً … أنا على علم بأنهم يقدّمون شكوى ضد بيغونيا، ليس لأنها فعلت شيئا غير قانوني لأنهم يعرفون جيدا أن هذا غير صحيح، ولكن لأنها زوجتي”.

وبحسب ما ذكره موقع “إل كونفيدانسيال” (El Confidencial) الذي كشف المعلومات، فإن هذا التحقيق يركز على صلات بيغونيا غوميز مع مجموعة السياحة الإسبانية “غلوباليا” (Globalia) مالكة شركة الطيران “اير يوروب” (Air Europe)، في الوقت الذي كانت تجري فيه الأخيرة محادثات مع الحكومة للحصول على مساعدات في مواجهة الانخفاض الكبير في الحركة الجوية الناجم عن جائحة كوفيد. وكانت بيغونيا غوميز في ذلك الوقت ترأس مركز “آي ايه إفريقيا” (IE Africa)، وهي مؤسسة مرتبطة بكلية إدارة الأعمال في جامعة “آي أيه” في مدريد، ولكنها غادرت هذا المنصب في عام 2022.

وبحسب موقع “إل كونفيدانسيال”، فقد “وقع المركز اتفاقية رعاية مع غلوباليا في عام 2020″، بينما شاركت بيغونيا غوميز في “اجتماع خاص مع مديرها التنفيذي خافيير هيدالغو في الوقت الذي كانت فيه غلوباليا تتفاوض على خطة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها ملايين اليورو مع حكومة” بيدرو سانشيز. وسمحت هذه الخطة لشركة طيران “اير يوروب” بتلقي 475 مليون يورو في نونبر 2020، من صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يهدف إلى دعم الشركات الاستراتيجية التي تواجه صعوبات بسبب الأزمة الصحية.

وتصف “مانوس ليمبياس” نفسها بأنها نقابة، لكن نشاطها الرئيسي يتمثل في كونها منصة لمتابعة القضايا القانونية. وهي بمثابة “المحاكمة الشعبية”، وهي خصوصية للقانون الإسباني الذي يسمح للأفراد أو الكيانات بالمشاركة في بعض القضايا الجنائية حتى عندما لا يكونون متضررين بشكل مباشر من المتهم. فيما وصف وزير العدل فيليكس بولانيوس الاتهامات الجديدة بأنها “كاذبة”.

 – وكالات

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x