لماذا وإلى أين ؟

هل فشلت مُهمة دي ميستورا بالصحراء؟.. أستاذ بالسوربون يجيب

باتت مهمة المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستفان دي ميستورا، تطبعها الكثير من التعقيدات، وسط مخاوف من أن يلقى نفس مصير سلفه في هذه المهمة، كل من الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، وقبله كريستوفر روس.

مصادر دبلوماسية، وفق تقارير إعلامية، تفيد بأن مبعوث الأمم المتحدة، دي ميستورا، بات قاب قوسين أو أدنى من وضع استقالته على طاولة غوتيرش، بسبب تعنت الجزائر ومعها ”البوليساريو”، في حلحلة الملف.

وحسب نفس المصادر، فإن دي ميستورا، أكد لوغوتيريش، في اجتماع مؤخرا، أن الملف صار ”جد معقد”، وأقر بفشله في مهمة تقريب وجهات الأطراف المعنية، ما يتحتم استقالة قد لا تتأخر كثيرا.

شهاب: دي ميستورا مبعوث ”شكلي”

يوسف شهاب الأستاذ في العلوم الجيوسياسية والتنمية الدولية في جامعة السوربون ومدير بحث في المعهد الفرنسي للدراسات الاستعلاماتية، يرى بأن دي ميستورا ، مبعوث أممي ”شكلي”، مشيرا إلى أن الأخير ”يأتي إلى المنطقة كموظف وليس كدبلوماسي، ليأخذ تقارير بعثة المينورسو ويكتب عليها تقارير ويعطيها لغوتيريش الذي بدوره يضعها، بعد أن يقرأها، في سلة مهملات مكتب من مكاتب نيويورك…”.

وأوضح شهاب، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن مشكلة دي ميستورا يجب قراءتها ضمن سياقها العام، إذ منذ القطيعة في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، لم يعد الحوار الرباعي (المغرب، الجزائر، موريتانيا البولساريو)، على الموائد المستديرة، ممكنا.

وأبرز يوسف شهاب أن اندلاع الحرب الأوكرانية نسفت ما تبقى لمنظمة الأمم المتحدة من شرعية، كما شكل اجتياح إسرائيل لقطاع غزة بـ ”طريقة همجية” آخر رصاصة الرحمة للهيئة الأممية.

250X300 Ministre taransition mobile
يوسف شهاب الأستاذ في جامعة السوربون بباريس

وأضاف في هذا الصدد أن منظمة الأمم المتحدة ”لم تعد لها مصداقية حتى داخل نفسها، أو خارجه في ما يعرف بدول الجنوب”.

وشدد الأستاذ بجامعة السوربون في باريس، على أن دي ميستورا أصبح ”حبة رمل في صحراء المشاكل الدبلوماسية”، مشيرا إلى أن المغرب ”يستقبله من باب الصواب لا أقل ولا أكثر، ولا حول ولا قوة له في هذا المسلسل”، موضحا أن المغرب ”متشبث بالخيار الأممي لغاية في نفس يعقوب، والحقيقة أن هذا الصراع أصبح يتجاوز الأمم المتحدة”.

وأضاف: ”لم تعد للأمم المتحدة أي شرعية، وعليها أن تستحي من نفسها، فهي التي تعطي فتاوى في قضايا، في وقت عاجزة حتى على حل جرائم إبادة ضد الإنسانية…”.

المغرب يجب عليه أن يتعامل مع منظمة الأمم المتحدة، على أساس الأمر الواقع وهو في نهاية المطاف الذي يريح جميع الأطراف، يقول شهاب، ويكم في ”الحفاظ على الوضع كما عليه منذ وقف إطلاق النار”.

وزاد: ”كل سنة يأتي دي ميستورا في زيارة مكوكية إلى المنطقة ثم يقول ما يقول ويأخذ من المعلومات ما يأخذ ويذهب، ثم تُمدد مهمة المينورسو التي لا تفعل شيئا، لعدم وجود احتكاك عسكري، لكون القوات المسلحة الملكية قد حسمت القضية على الميدان عسكريا وتكنولوجيا وبالتالي لم تعد هناك حرب”. هناك فقط شرذمة من الانفصاليين تحركهم الجزائر، وفق شهاب دائما، الذي أوضح أن الأمر أصبح ”يعرفه الصغير والكبير ولا داعي للتكرار واللغط في هذا الموضوع”

”دي ميستورا أو زيد أو عمر لن يغير شيئا من هذه الإشكالية التي طال أمدها والتي دامت نصف قرن، مع الجارة الجزائر التي لا تريد بناء المغرب العربي ولا أي شيء، تريد فقط عداء المغرب”، يؤكد شهاب الذي ختم رأيه في الموضوع بقوله إن قضية الصحراء جزء من اللعبة في حرب الريادة بين المغرب والجزائر.

600X300 Ministre taransition mobile

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
6 مايو 2024 14:26

فشل ديمستورا على طريق من سبقوه ماهي إلا علامة على الفشل المتنامي لدور الامم المتحدة في حل النزاعات بين الدول والتاريخ يعلمنا ان كل فشل للمؤسسات الدولية التي أنشات بعد الحرب هو مؤشر صريح على بداية حرب كونية اخرى على الابواب إذا لم تتغلب الحكمة على منطق القوة الذي يحكم تصورات الدول التي تملك مصير السلم والحرب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x