لماذا وإلى أين ؟

تشيكيطو: حكم إدانة أصحاب “شر كبي أتاي” قاس وحرية الإبداع حق دستوري ودولي

قضت المحكمة الابتدائية بفاس بإدانة صاحبَي الأغنية المعروفة إعلاميا بـ”شر كبي أتاي” بسنتين حبسا نافذة لكل واحد منهما، بتهمة “تحريض القاصرين على الدعارة أو البغاء، والتحريض على ارتكاب جناية أو جنحة بواسطة وسيلة إلكترونية تحقق شرط العلنية والمشاركة في ذلك”.

وخلف الحكم القضائي نقاشا وجدلا كبيرا داخل الاوساط الحقوقية والجمعوية بين مؤيد له كونه رادعا للمفكرين مستقبلا في ترويج أغاني مشابهة لها “مخلة بالحياء العام” وتحرض القاصرين على انتهاك حقوق النساء، معتبرين إياه يؤسس بالتالي لحماية قضائية للأطفال من الأفكار “الهدامة”، وبين من اعتبره “انتكاسة” وسابقة قضائية، معتبرين -صاحب هذا الطرح- أن الإدانة القضائية تشكل مدخلا لتقويض حرية الرأي والتعبير، وفرض قيود معينة على الفن، مشددين على أن فضاءات التعبير محمية بمقتضى المواثيق الدولية والدستور والقوانين المغربية، وأن حماية الأطفال تتم عبر التربية والمواكبة والتوعية بكيفية استعمال واستقبال الرسائل الرقمية، وممارسة الأسر لدورها في تأطير ومراقبة أبنائها وليس الحكم بالسجن على من أدى أغنية تتضمن عبارات “غير لائقة” أو غير مقبولة في “الذوق العام المجتمعي”.

عادل تشيكيطو الرئيس الوطني للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أكد في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن الحكم القضائي قاس جدا حيث أن الشباب أدوا الاغنية عن غير قصد وكان على القاضي استحضار الجانب التربوي في هذه الحالة، وأن يبين أن الشباب أخطأو وانتهكوا حرمة الطفولة، ويكتفي بالتالي بإصدار أحكام موقوف التنفيذ وغرامة مالية وفقط”.

وشدد تشيكيطو على أن “حرية الإبداع حق دستوري ودولي، فمن حق أي إنسان مبدع التعبير عن رؤيته لمجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها عن طريق الفن بكل أنواعه وأشكاله، لكن في نفس الوقت هو مطالب كذلك باحترام الذوق العام والقانون، وعدم جعل الإبداع والفن منصة للتحريض على العنف وعلى ارتكاب بعض الجرائم فهذا مطلب قانوني وحقوقي أيضا إلى جانب مطلب حرية الفن والتعبير والإبداع”.

ورأى ذات الناشط الحقوقي أن “النص الإبداعي للشابين موضوع الحكم وإن كان يتضمن رسائل غير صحيحة، فإنه كان على القاضي اعتبار الرفض المجتمعي المغربي بكل أطيافه وتوجهاته للأغنية حكم كافي عليها دون الحكم على عقوبات سجنية”.

وأدان عادل تشيكيو بشدة “إصدار أحكام قضائية مخففة تصدر في حق متهمين بارتكاب جرائم خطيرة كالاغتصاب مثبتة في حقهم كالحكم القضائي الأخير في حق الكويتيين فيما با يُعرف بـ “مسبح فيلا مراكش”، في حين يتم الحكم على شباب غير واع ولم يتركب أي فعل مادي سوى التحريض في أغنية بسنتين سجنا نافذا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
9 مايو 2024 23:27

الفن قبل كل شيء أخلاق. والإبداع له حدود ، و إلا لما سخط المغاربة على أصحاب الرسومات التي أساءت لنبينا ﷺ .

Dghoghi
المعلق(ة)
9 مايو 2024 17:38

الفنان هو الإنسان القادر على تنفيذ مشروع ثقافي للحس بالنمو داخل مجتمعه… انا لا يهمني ان تكون من اي ديانة.. فالدين لك وحدك…

ابو زيد
المعلق(ة)
8 مايو 2024 21:23

انت قلتها الإبداع!!
الفن إبداع و رقي اخلاقي!! اما العفن و هو ما جاء به هؤلاء!! و ليس كل كلام ساقط إبداع!!
احترام المراة رقي!!
و لا تخلطوا بين ما حكم الله فيه و هو الحق عندنا كمغاربة مسلمين!! الذين يحبون ان تشيع الفاحشة!!
و لا أبلغ و لا أوضح من قول الحق.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x