لماذا وإلى أين ؟

هل لتقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب مصداقية أمام خرقها لحقوق الإنسان الكونية؟ .. شقير يرد

رسم تقرير صدر حديثا عن الخارجية الأمريكية، صورة سوداء عن أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب سنة 2023.

وتضمن التقرير السنوي تقييما شاملا للوضع الحقوقي بالمملكة، مشيرا إلى أن الأوضاع لم تتغير في هذا المجال، كما تحدث عن ”ورود أنباء موثوقة تفيد وجود سجناء ومعتقلين سياسيين”.

وكشف أن القانون الجنائي المغربي يجرم بعض أشكال المعارضة غير العنيفة، مؤكدا أن التعبير في قضايا بعينها يمكن أن يؤدي إلى عقوبات تتراوح بين الغرامات والسجن…

في مقابل هذا، يضع ما يجري داخل الولايات المتحدة نفسها، في الآونة الأخيرة، من اعتقالات وتعنيف ومنع متظاهرين، وبشكل خاص طلاب أعتى الجامعات الأمريكية، من التضامن مع الفلسطينيين والتعبير عن موقف مغاير عن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، (يضع) تقارير أمريكا حول الأوضاع الحقوقية للدول الأخرى، ومن بينها المغرب، أمام سؤال المصداقية.

في السياق ذاته، أكد الباحث السياسي المغربي محمد شقير، وجود انتقاد دائم لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية، على أساس أنها تحمل ازدواجية المواقف.

وشدد شقير، ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين” على أن ازدواجية مواقف أمريكا، تنعكس مثلا في نموذج الحرب الأوكرانية الروسية، حيث نوعا من انتقاد الوضعية الحقوقية في روسيا مقارنة بأوكرانيا، وجعلت هذه الوضعية السلطات الروسية تشكك وتنتقد هذه الازدواجية.

نفس الأمر، حسب ذات الباحث، ينطبق كذلك على الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، حيث تحضر هذه الازدواجية، ففي الوقت الذي ينعت فيه تقرير الخارجية الأمريكية أن حماس قامت بانتهاكات حقوق الإنسان وقامت بالاعتداء على مدنيين، في المقابل تتغاضى على ما قامت به السلطات الإسرائيلية، وتعتبره نوعا من الدفاع الشرعي وأن من حقها الرد على الهجوم.

شقير أوضح أن تقارير أمريكا نسبية وتعكس النظرة والمواقف السياسية من الدول سواء من منطلق الحليف أو الخصم، مبرزا أن التقرير الأخير للخارجية الأمريكية حول المغرب، الذي أصبح سنويا، يندرج في هذا الإطار، ويتضمن بعض الخلاصات وبعض التقييمات حول الوضع الحقوقي بالمملكة.

الباحث محمد شقير

وخلص إلى أن المهم في المسألة، يتمثل في أخذ ما في مصلحة البلد، على رأسه أن التقرير أكد على الموقف الثابت للولايات المتحدة فيما يخص مغربية الصحراء، وهي مسألة مهمة، في مقابل محاولة انتقاد التقرير مثلا بعض الإجراءات حول عدم الاعتراف بحقوق المثليين، العلاقات الرضائية…، وغيرها من القضايا التي تتنافى مع الثقافة الاجتماعية للمغاربة وتبقى محل نظر.

بالعودة إلى ما يجري حاليا داخل الولايات المتحدة الأمريكية وسؤال المصداقية، أشار شقير إلى أنه في الوقت الذي تجري أمريكا تقييما للأوضاع الحقوقية للدول، يظهر أن قواها الأمنية تقوم بعملية التعسف وانتهاك حرمات كبريات الجامعات، فقط لأن الطلبة اعتصموا أو تضامنوا مع الأوضاع غير الإنسانية والإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل للمدنيين، خاصة الأطفال والنساء، داخل قطاع غزة.

وشدد على أن قمع مظاهرات للتعبير عن مواقف مناهضة لأوضاع سياسية تورطت فيه أمريكا، كان من المفروض أن يتم في إطار سلمي دون تدخل السلطات القمعية ودون انتهاك حرمات الجامعات التي تعتبر فضاءات من المفروض أن تكون مكانا لاحترام حرية التعبير والآراء.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مولاحظ
المعلق(ة)
9 مايو 2024 18:41

انتم عندكم تقارير الغرب وامريكا كتاب منزل وعليه تعتمدون في تشويه سمعة بلدكم رغم انكم تعيشون وترون الامور باعينكم ولكن انتم معجبون ومحبون لكل شيء يسيء الى المغرب ولو طارت رها ماعزة…

احمد
المعلق(ة)
9 مايو 2024 13:12

ازدواجية الطرح الامريكي من حقوق الانسان لا يشفع لدولنا ممارستها التعسفية ضد حقوق الانسان، خاصة منها الحقوق السياسية والمدنية، لكن لن ينطلي علينا ما تفعله الدول العضمى بهذه الحقوق فهي لا تؤمن بها كمبدا في حد ذاته بل تستعملها كسلاح ضمن اسلحة كثيرة لابتزاز والسيطرة، وهذا لا يعفينا من العمل على اكتساب المناعة والقوة وفهم تناقضات منطقها الذي تعريه الاحداث ويكشفه الواقع المرير، فنحن مع الاسف لا نفهم عمق الغرب كما يحصي هوذ عنا كل كبيرة وصغيرة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x