لماذا وإلى أين ؟

حماس بنكيران .. وموازين الثقافة؟!

عبد المجيد مومر الزيراوي

لَا و كَلَّا؛ فلم يبرهن التاريخ، الأصلي أو الفرعي. و لا حتى الناموس، الشرعي أو الوضعي. على أن الجماعات الإنسية؛ تنال تمايزها الثقافي، دون الإستمساك بمصالح الهوية الوطنية الجامعة. هاته الهوية المغربية، الأصيلة و المعاصرة. هي التي؛ تنير قتامة العقول الخاوية، المُصابة بداء الإستيلاب الفقهوي العضال. لكي تتَفتّح ورود المصير الوطني المشترك، على أفاق التقدم و الحرية. و كذا المساواة الدستورية، بين جميع الروافد الثقافية المحلية. جميع ذلك؛ في إطار حقوق و واجبات المواطنة المدنية، التي تؤطرها أحكام دستور الأمة المغربية التاريخية.

بالتالي؛ فأنه ميثاق التنوع البشري، القائم على عماد التعددية الدستورية المتساوية. وفق عقد توافقٍ متين، بين إرادة الملك و الشعب. و قد عجزت سريرة بنكيران، عن الإيفاء بعهود العقد المدني. فما استطاع إدراكَ إستقامَتها، و ما صدق في حفظ غاياتها. بينما؛ ظلام العقيدة الباطلة، قد أَعْمَى فؤاد بنكيران. و تناسى كَلِيمُ هَنِية؛ أن أرض فلسطين، عقيدتها نصرانية و إسلامية و يهودية. حيث في صدره؛ قد ترسّبت مُستحاثات العقيدة المبتدعَة، بين أحافير الإفتاء السياسوي، و التدليس الفِقْهوي.

من ثم؛ فإن الحدود الواقعية، لقضية الدولة الفلسطينية. لا ترتبط كينونتها الاستراتيجية، بقيامة عقَائدية دموية. بل؛ بمشاريع دولة مدنية، قد تختلف حول كينونتها الإستراتيجية، فصائل مسيحية و سنية و شيعية..إلخ. أي: أن القضية الفلسطينية، قضية جغرافيا سياسية. فليست ركنا من أركان الإسلام، و إنما صراع مصالح و حدود. ذلك؛ بما أن الحل النهائي الحقيقي، يخص حقوق شعب كائن، متعدد الأديان و المذاهب.

فلهكذا؛ يَغْرفُ الأستاذ بنكيران، من غور “أُمّة الإخوان”. و قد أَزَّتْهُ رغبة مَرَضِيَة، في إعادة الإنتشار الإنتخابوي، عبر توظيف القضية الفلسطينية. حتى جعل من أهواء العقيدة الباطلة، وسيلة معنوية و مادية للحشد الشعبوي. حيث؛ يوظف بنكيران شحنات حماسية، مُدَغْدغة العواطف، تنسف مبدأ العدالة الثقافية. لكي يصل إلى هدفه الحاكمي، المتجسد في تخوين المعارضين، لأطروحة “أمَّة الإخوان”.

إذن؛ إن استهداف بنكيران لموازين الثقافة، يهدم أسس الاختيار الديمقراطي الدستوري، من الأعماق. حينما يحرض حزبه السياسي، على التمييز الطائفي. مع تخوين الروافد الثقافية المغايرة، المشكلة للهوية المغربية الجامعة. عبر السعي الخبيث؛ لِقَوْلَبَة العقل الشعبي، بمكيدة “أمّة الإخوان”.

كل ذلك؛ على مقاس تَدَيُّن غَشاش، تَدَيُّن يحرف عقائد الرسول محمد، نبي العدل و المساواة. إينعم؛ تَدَيُّن مخاتل، يختلق الدفاع عن عقيدة حماس. عبر لسان سليط، يلعن و يقذف الروافد الثقافية المحلية المغايرة. التي تريد الحضور، و المشاركة في نشاط ثقافي ترفيهي، ضمن الفضاء العمومي.

فَلذي عقيدة بنكيران، سقيمةٌ ثقافيا. حيث لا هَمَّ له؛ إلاَّ التحريف المُتعَمد، لمآلات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. مع استعمال خطاب الإستعلاء الديني المذموم. حيث؛ لا يريد بنكيران، لباقي الروافد الثقافية. عدا أن ترى، مَا يَرَاهُ كليم هَنِيّة صالحا. فهو الذي؛ قد شاخَ معتقدا، أنَّهُ المخلص الأُخْرَوي و الدُنيَوي. و لعلَّها أبهى تجليات السيبة الحزبية، و أقوى تمظهرات الطائفية الحماسية. بعدما؛ قد احتكر بنكيران، حق تحزيب دين حنيف.

و لَذَا تَديُّن بنكيران، حينما إنتقل من جهاد الكلمة، إلى التحريض ضد موازين الثقافة. فقد خفض جناح الذل من الرحمة، لدهاقنة حماس. تماما؛ أولئك الذين لم يعترفو قط، بمغربية الأقاليم الجنوبية. فهُمْ إخوان بنكيران بفلسطين؛ يدعمون التطبيع المُجَرَّم، مع جبهة الإرهاب الإنفصالي بالصحراء المغربية. و همُ أيضا؛ الذين يحتمون بجثث المدنيين الأبرياء، جاعلين منها متاريس و دروعا بشرية. بينما الكُبراء في نعيم قطر، و الصغراء مختبئين تحت الأنفاق.

إن لَيْڨَاتْ النكبة الدستورية، التي يهذي فيها كَليمُ هنية. لا و ليست؛ عدا تسخين مرحلي، سيليه زمن النفير الأهوج. بعد فشل المنظومة التثقيفية الوطنية، في بلوغ أهدافها المُنْتِجَة. وَلَذا ما يجعلني؛ أكرر من جديد، أن مؤشرات النكبة الدستورية، تستمر في التكاثر. و لا غرابة؛ في أن يصدر عن غربان الموت، القادم من الشرق. كل هذا التخوين الطائفي. الحاضر بقوة في خطاب بنكيران، ضد موازين الثقافة.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Dghoghi
المعلق(ة)
25 مايو 2024 13:30

اقسم لكم ان بن كيران.. امي سياسيا ودبلوماسيا.. لكمه اخونجي من الإخوان المصريين.. ولحد الان لازال يخدم الباطرونا المخزنية…

ابو زيد
المعلق(ة)
24 مايو 2024 22:50

مقال موجه باعثه اختلاف الانتماء ليس إلا!! فالأول لم يتطرق لحملة شعبية بكل المفاهيم لها مبرراتها!!
و المستهدف وقع في المحظور فحظر عليه ما لا يحظر على الآخرين!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x