منها إيحاءات جنسية.. مجلس بوعياش يرصد انتهاكات لحقوق أطفال الزلزال
![](https://i0.wp.com/www.achkayen.com/wp-content/uploads/2024/05/gioooy-620x371-1.jpg?resize=620%2C371&ssl=1)
كشف تقرير حديث للمجلس الوطني لحقوق الإنسان اليوم الجمعة عن العديد من الانتهاكات والخروقات التي طالت حقوق الأطفال المنحدرين من المناطق المنكوبة بفعل الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب.
ورصد تقرير مجلس أمنية بوعياش تضمن العديد من المنشورات الرقمية بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية (مقاطع فيديو، قصص مصورة، صور، تعليقات) محتويات تستهدف أطفال المناطق المتضررة من زلزال شتنبر 2023، يتضمن بعضها إيحاءات جنسية أو محرض على الاعتداء الجنسي على الأطفال، ومضامين أخرى تهدف إلى استغلال الأطفال.
ووقف التقرير عند واقعة تقبيل صانعة محتوى لفتاة عن طريق الفم بمناطق المتضررة بالزلزال، معتبرا أن “تقبيل الأطفال عن طريق الفم، قد يشكل في سياقات محددة تحرشا واعتداء على الأطفال وصورة من صور هتك العرض بدون عنف وفق قرار سابق لمحكمة النقض، ناهيك عن أن نشر مثل هذه الصور وانتشارها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى التعرف على هوية الطفل بسهولة وقد تكون له عواقب لاحقة غير مقصودة”.
وقف المجلس الوطني لحقوق الإنسان عند انتشار عدة فيديوهات وقصاصات لصناع محتوى ومستخدمي المنصات الاجتماعية تتضمن دعوات لتقديم المساعدة للضحايا من النساء والفتيات بتشغيلهن كعاملات منزليات، ما يشكل تحريضا واضحا على خرق القانون الذي حدد له المشرع 18 سنة كحد أدنى للتشغيل، مؤكدا في ذات الصدد بسحب الفديوهات من طرف أصحابها بعد الاستنكار الحقوقي الواسع لها.
وأضاف مجلس حقوق الإنسان أن عددا من المقاطع والمحتويات تضمنت دعوات للزواج بطفلات من ضحايا الزلزال، لم يخلو بعضها من إيحاءات تفضح نية استغلال الطفلات واستغلال ظرفية الزلزال، مجددا موقفه الرافض لأي تزويج أو زواج بالقاصرات باعتباره انتهاكا صريحا لحقوق الطفل.
وأكد التقرير الصادر مؤخرا أن أطفال مناطق الزلزال وإن شكلوا موضوعا رئيسا لصناع المحتوى ولأغلب المواقع الالكترونية، فإنه تم تغييب صوتهم ورأيهم بشكل شبه كلي بخصوص القضايا التي تخصهم، مفسرا ذلك بأن “صناع المحتوى ومهنيي الفضاء الرقمي، داخل عينة الرصد، لم يمنحوا للأطفال أي فرص للتعبير عن احتياجاتهم والاستماع لآرائهم بشكل يتناسب مع وقع الزلزال وانعكاساته المحتملة على حقوق الطفل، مضيفا بأن الأمر كرس مرة أخرى نمطية النظر للأطفال كموضوع اشتغال أو تصوير، وليس اعتبارهم فاعلا رئيسيا وأساسيا في القضايا التي تهمهم وتهم مجتمعاتهم باعتبارهم أصحاب حقوق.
وذكر المجلس تعبير أطفال الزالزال الذين التقى بهم بشكل قوي عن أهمية وضرورة الاستشارة معهم والاستماع إليهم ومنحهم فرصة التعبير عن آرائهم في كافة القضايا التي تهمهم وتهم من أجل إعمال فعلية المشاركة.
وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان في ذات التقرير، خلو الوثيقة الرجعية لتدخل السلطات في الكوارث الطبيعية من المقاربة القائمة على حقوق الطفل، مطالبا بتعديل الوثيقة بما يضمن ذلك.