أصدرت محكمة عسكرية الإسبانية، حكما تأديبيا قاسيا، في حق عنصر أمن في الحرس المدني الإسباني برتبة عريف أول، بعد مؤاخذته بجريمة انتهاك كرامة الأشخاص على أسس تمييزية، إثر نشره أخبارا كاذبة ضد مغاربة، على منصة ”إكس” (تويتر سابقا).
ورفضت الغرفة العسكرية بالمحكمة العليا الإسبانية، الإستنئاف الذي تقدم به العنصر الأمني المذكور، وفق ما ذكرت تقارير إعلام إسبانية، وأقرت العقوبة الأكثر تشددا في حقه والتي فرضها وزير الدفاع الإسباني، وتقضي بفصله عن العمل.
ويأتي هذا القرار في أعقاب الإدانة الجنائية التي أصدرتها المحكمة العليا في برشلونة بجريمة انتهاك كرامة الناس على أسس تمييزية. عوقب العريف لنشره أخبارا كاذبة ضد قاصرين مغاربة غير مصحوبين بذويهم على حسابه X (تويتر سابقا).
وقد رفضت المحكمة العليا استئناف الحرس المدني واعتبرت أن العقوبة التأديبية المفروضة، وهي أشد العقوبات التي تتوخاها اللوائح، مناسبة.
ورأت المحكمة بأن “السلوك الذي أدى إلى الإدانة الجنائية يتعارض تماما مع صورة النزاهة واللياقة والأمانة المتوقعة من عضو في الحرس المدني”.
وقد فرض الفصل من الخدمة على المعني، بموجب الفقرة 13 من المادة 7 من القانون الأساسي 12/2007 المتعلق بالنظام التأديبي للحرس المدني، الذي ينص على أن ”ارتكاب جريمة متعمدة محكوم عليها بحكم نهائي يشكل ضررا جسيما بجريمة بالغة الخطورة”.
وصدرت الإدانة الجنائية التي أدت إلى هذه العقوبة التأديبية من قبل محكمة برشلونة، التي فرضت عقوبة بالسجن لمدة 15 شهرا، وغرامة قدرها 1620 يورو ومصادرة ملفاته الشخصية على الشبكات الاجتماعية لمدة عامين.
ووفقا للوقائع المثبتة في الحكم الجنائي، فإن المتهم، ”متأثرا بعدائه ورفضه للمهاجرين من أصل مغربي، وخاصة القصر غير المصحوبين بذويهم”، حيث نشر على حسابه X في يوليوز من سنة 2019، شريط فيديو ونصا تشهيريا. وجاء في النص: ”هنا لديك فيديو للمينا المغربية من كانيت دي مار، أولئك الذين سنعطيهم باجيتا حتى يبلغوا 23 عاما، أطفال بيدريتو بيسيناس. بالمناسبة ، إذن ، لجعل الأمور أسوأ ، اغتصبها. هؤلاء المجانين وقطعان المغاربة هذه لن يظهروا في وسائل الإعلام”.
وأظهر الفيديو الذي تبلغ مدته 45 ثانية رجلا يعتدي بوحشية على امرأة، ويلكمها 15 مرة ويركلها 7 مرات في رأسها، ويفقدها الوعي، ويحاول سحب سروالها ثم جرها على الأرض. تمت مشاهدة هذا الفيديو أزيد من 21 ألف مرة. وتم تسجيله في 22 يونيو 2019 في جمهورية الصين الشعبية. لم يكن لها علاقة مع إسبانيا أو مع بلدة كانيت دي مار، توضح محكمة برشلونة.
وشددت المحكمة على أن الأخبار المزيفة شائعة على الإنترنت وعادة ما تستفيد من الحوادث الحالية ، وتقدم مواد سمعية بصرية يبدو أنها ذات صلة. في هذه الحالة، مع نشر النص والفيديو الصادم، قصد المدعى عليه، مع تجاهل واضح للحقيقة وبشكل كبير وعشوائي بين مستخدمي X، ربط محتوى الفيديو باغتصاب مزعوم وقع في كانيت دي مار، يزعم أن قاصرين مغاربة ارتكبوه في 29 يونيو 2019. كل هذا بهدف التشهير بهؤلاء القاصرين ظلما.
ورصدت المحكمة منشورات متعددة تنم عن كره المذكور للأجانب والترويج للعنصرية، وتتضمن معلومات مشوهة و/أو كاذبة عن المهاجرين، وكلها تعكس رفضا صريحا لوجود الأجانب في إسبانيا، لا سيما إذا كانوا من شمال أفريقيا و/أو مسلمين.
وهكذا، في 3 غشت 2019 ، كتب: “الإسبان: إلى متى ستسمحان للمورو (المغاربة) باغتصاب نسائنا؟ إسبانيا يجب أن تستيقظ!”
في تغريدة أخرى، بجانب صليب سلتيك، التقط العبارة الشهيرة لزعيم حركة تفوق البيض وعضو كو كلوكس كلان، ديفيد لين وبجانبها عبارة: ”يجب علينا تأمين وجود عرقنا ومستقبل للأطفال البيض”.
