لماذا وإلى أين ؟

شقير يبرز أثار صدام برلمانيين بريطانيين وسفير بلادهم بالرباط حول مغربية الصحراء

صدام في المواقف بين برلمانيين بريطانيين وحكومة بلادهم، حول دعم مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كحل لنزاع الصحراء.

من جهة، وقع أزيد من 30 برلمانيا بريطانيا ينتمون إلى حزبي العمال والمحافظين، رسالة موجهة إلى وزير الخارجية، ديفيد كامرون، يطالبون عبرها الحكومة البريطانية بدعم مخطط الحكم الذاتي المغرب ”رسميا ودون تأخير”، باعتباره ”الحل الوحيد” للنزاع المفتعل حول الصحراء.

في المقابل، تزامنت الرسالة مع المفاجأة التي فجرها أحد هؤلاء البرلمانيين البريطانيين، وهو النائب المحافظ دانييل كاوتشينسكي، حين كشف أن سفير بلاده بالرباط، عارض فكرة اعتراف بلاده بريطانيا بمغربية الصحراء.

ووفقًا لكاوتشينسكي، فقد برّر السفير مارتن موقفه بقلقه من تأثير ذلك على علاقات المملكة المتحدة مع أقاليمها فيما وراء البحار…”.

محمد شقير، الخبير في العلاقات الدولية، يرى بأن تحرك البرلمانيين البريطانيين، وأيضا موقف سفير لندن في الرباط، قد يعكس التناقض ما بين النخبة السياسية من جهة والنخبة الاقتصادية من جهة ثانية.

وأوضح شقير، ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين”، أن نفس السيناريو الحاصل مع فرنسا في قضية الصحراء، يتكرر الآن مع بريطانيا، مع وجود تحركات وضغوط التي كانت من عدة جهات للضغط على حكومة ماكرون لتغيير موقفها إزاء المغرب والخروج من المنطقة الرمادية، وهو ما ”نراه يحدث مع الحكومة البريطانية حاليا”، وفق ذات الباحث دائما.

وشدد المتحدث على أن إطلاق المغرب لأوراش مفتوحة في الأقاليم الجنوبية، ومنها بشكل خاص مشروع ميناء الداخلة، خلق اختلافا في الرؤية السياسية والاقتصادية في بعض الدول الأوروبية، لما تطرحه تلك المشاريع من رهانات اقتصادية وتسابق بين فاعلين اقتصاديين أوروبيين، تريد معه بريطانيا الدخول إلى حلبة السباق هذه.

وجعلت هذه الرهانات، وفق شقير، أزيد من 30 برلمانيا بريطانيا بكل أطيافهم، يحاولون الضغط على حكومة بلادهم لاتخاذ موقف في أقرب وقت.

وأكد في هذا السياق، أن محاولة الضغط أيضا على السفير واعتباره عقبة أمام الاعتراف البريطاني بمبادرة الحكم الذاتي رسالة سياسية موجهة بالأساس إلى حكومة ريشي سوناك ووزارة خارجيته.

وشدد شقير أن الرهان حاليا يكمن في الضغط على الحكومة البريطانية باتخاذ موقف قد يسمح لها بإيجاد أرضية مناسبة للتفاعل مع الحكومة المغربية، كي تسهل لها التحرك والاستثمار في الصحراء، بشكل سلس وأسهل وأسرع.

وخلص ذات الباحث السياسي، إلى أن المغرب سيستفيد بشكل كبير إذا ما نجح البرلمانيون البريطانيون من كسب الرهان، وانتزاع موقف رسمي من لندن داعم لمغربية الصحراء، على اعتبار أن بريطانيا دولة ذات وزن كبير وتملك ”فيتو” داخل مجلس الأمن.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x